لندن: «الشرق الأوسط» أميركا في طريقها لكي تتجاوز ألمانيا الأولى عالميا في مجال تركيب منشآت توليد الطاقة الشمسية. والمستقبل لهذه الطاقة يبدو واعدا، فقد سجلت المؤسسات السكنية أكبر إنتاجية منها في الربعين الثاني والثالث على التوالي من عام 2013. ولأول مرة خلال أكثر من 15 عاما في طريقها لتركيب المزيد من نظم الطاقة الشمسية أكثر من ألمانيا، الأولى عالميا في هذا المجال. وقد جاءت هذه الأخبار عن طريق التقرير الربعي الصادر عن مؤسسة «جي تي إم» للأبحاث، وجمعية صناعات الطاقة الشمسية (سيا) الذي استعرض حالة سوق الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة. ووفقا لرون ريسش رئيس «سيا» ومديرها التنفيذي فإنه «مما لا شك فيه أن يكون عام 2013 المنصرم هو العام الذي حطمت فيه صناعة الطاقة الشمسية في أميركا الرقم القياسي»، وأضاف «لقد انضممنا إلى ألمانيا والصين واليابان في زعامة العالم عندما يتعلق الأمر بتركيب القدرات الشمسية الجديدة. ومثل هذا النمو الذي لم يسبق له مثيل يساعد على إيجاد آلاف الوظائف الجديدة في أميركا، ومن ثم توفير الأموال بالنسبة إلى المستهلك العادي، وتخفيض نسبة التلوث على صعيد البلاد». * طاقة المجمعات السكنية وكانت الولايات المتحدة قد ركبت نظما من الخلايا الكهروضوئية أنتجت ما مقداره 930 ميغاواط في الربع الثالث من عام 2013 المنصرم، بزيادة 20 في المائة عن الربع الثاني، و35 في المائة عن الربع الثالث من ذلك العام. وارتفعت أعمال تركيب الخلايا الكهروضوئية للأغراض السكانية بنسبة 45 في المائة سنة بعد أخرى. وكانت أعمال المناطق السكنية المحرك الأساسي لهذا الزخم، لكون السوق غير السكانية كانت تتعثر بالمقابل. واليوم يتوافر نحو 10.250 ميغاواط من الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة، وهو ما يكفي لتزويد 1.7 مليون مسكن أميركي بالطاقة اللازمة. وهذا ما يعادل إزالة (تلوث) 2.1 مليون سيارة من الطرقات، أو زراعة 262 مليون ونصف مليون من الأشجار. ويقول ريسش إن مثل هذا التقدم يتحدى التوقعات، وإننا ما زلنا في بداية الطريق في اعتماد الصناعة الشمسية، التي هي من الإمكانيات الكبرى. والطاقة الشمسية حاليا ثاني أكبر مصدر للتيار الكهربائي في الولايات المتحدة بعد الغاز الطبيعي، إذ تقدر «جي تي إم» أنه مع نهاية العام الماضي سيكون هنالك أكثر من 400 ألف مشروع شمسي جديد يعمل في أرجاء البلاد، لأنه يجري تركيب مشروع شمسي جديد كل أربع دقائق في أنحاء البلاد. وتتصدر ولاية كاليفورنيا الريادة عندما يتعلق الأمر بالطاقة الشمسية، تتبعها أريزونا، ونورث كارولينا، وماساشوستس، ونيفادا. * طاقة نظيفة وينبع هذا النجاح جزئيا من النشاط التشريعي والتنظيمي مثل قرارات القياسات الصافية، وبرامج التطوير الشمسية الجديدة. كذلك يعزى هذا الأمر إلى التقدم الحاصل في التقنية الشمسية الذي خفض من الكلفة، فضلا عن الأشكال الجديدة المبتكرة للتمويل التي جعلت هذه الطاقة الجديدة أكثر توفرا بأسعار مقبولة بالنسبة إلى المستهلكين. فشركات مثل «فيفينت»، و«سولار سيتي»، و«صن رن» جمعت كلها نحو 500 مليون دولار لتمويل مشاريع الطاقة الشمسية للأغراض السكانية التي تغطي جميع أرجاء البلاد. ومع الأخذ في الاعتبار تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو والذي بلغ عتبة الخطر في أوائل العام الحالي، فإن التقدم في هذا المجال لن يأتي باكرا. لكن التقدم يبدو حاصلا، فقد رفعت دائرة الطاقة في الولايات المتحدة أخيرا تقريرا تقول فيه إن الانبعاثات بسبب غازات الدفيئة الزجاجية جراء حرق الوقود الأحفوري قد انخفض في العام الماضي، عن أي وقت مضى منذ عام 1994.. وهذا ما يعكس التوجه المنخفض لغاز ثاني أكسيد الكربون في أميركا، الذي انخفض خلال خمس سنوات من أصل السبع الأخيرة. ومع ذلك فلا تزال الانبعاثات على صعيد العالم كله مستمرة في الارتفاع، والشكر يعود هنا بالدرجة الأولى إلى الصين.