اعلن تنظيم «صقور حرية كردستان» المقرّب من «حزب العمال الكردستاني»، مسؤوليته عن تفجير انتحاري أوقع 37 قتيلاً في أنقرة الأحد الماضي، وتعهد مواصلة عملياته. تزامن ذلك مع إغلاق ألمانيا سفارتها في أنقرة وقنصليتها في اسطنبول، بسبب مؤشرات إلى هجوم وشيك محتمل. ووَرَدَ في بيان نشره التنظيم على موقعه الإلكتروني: «نتبنّى هجوماً انتحارياً وقع مساء 13 آذار (مارس) الساعة السادسة والدقيقة 45 مساءً في شوارع عاصمة الجمهورية التركية الفاشية». ونشرت صورة لمنفذة التفجير، سحر تشاغلا ديمير، المعروفة باسم دوغا جيان (24 سنة)، ووصفها بأنها الانتحارية الأولى في صفوفه. وكانت وزارة الداخلية التركية أعلنت أن ديمير نفذت العملية، مشيرة إلى تدرّبها لدى «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية. وبرّر التنظيم التفجير بحملة تشنّها القوات التركية على «الكردستاني» في جنوب شرقي البلاد الذي تقطنه غالبية من الأكراد، وأوقعت مئات القتلى. وأضاف البيان: «نُفذت العملية انتقاماً لمقتل 300 كردي في (بلدة) جزرة وجرح مدنيينا. نعتذر من الضحايا المدنيين الذين لا ذنب لهم في الحرب القذرة التي تخوضها الدولة التركية الفاشية». واعتبر أن «لا مفرّ» من مقتل مزيد من المدنيين، متوعداً بهجمات أخرى، رداً على أي «عمليات عدائية ضد الشعب الكردي»، أو زعيم «الكردستاني» عبدالله أوجلان الذي تعتقله تركيا. وكان تنظيم «صقور حرية كردستان» تبنّى تفجيراً انتحارياً استهدف باصات لنقل جنود في أنقرة في 17 شباط (فبراير) الماضي، أوقع 29 قتيلاً. وينفي «الكردستاني» صلته بالتنظيم، لكن السلطات تعتبره واجهة يستعين بها «الكردستاني» لدى استهدافه مدنيين. في غضون ذلك، أعلنت الخارجية الألمانية إغلاق سفارتها في أنقرة والقنصلية العامة والمدرسة الألمانية في اسطنبول. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير: «تلقّت سلطاتنا الأمنية معلومات محددة وخطرة جداً، عن التحضير لهجمات إرهابية تستهدف ممثلياتنا الديبلوماسية في تركيا». وطمأن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو مواطنيه الى «اتخاذ كل التدابير الأمنية الضرورية»، وزاد: «يريد الإرهاب إحداث فوضى في البلاد، وعلينا البقاء موحدين». وفنّذ مكتب محافظ اسطنبول التحذير الألماني، لافتاً إلى أن «ممثليات لدول أجنبية في بلادنا حاولت اتخاذ تدابير وقرارات يمكن أن تؤثر سلباً في الشعب، استناداً إلى إشاعات، من دون استشارة الجهات الرسمية». إلى ذلك، أعلنت مجلة «در شبيغل» الألمانية أن مراسلها في تركيا حسنين كاظم اضطر إلى مغادرة البلاد، بعد رفض السلطات تجديد اعتماده صحافياً. واعتبرت أن «هذا السلوك ليس مقبولاً، وينتهك حرية الصحافة»، مشيرة إلى انه «لا يترك لنا إلا استنتاجاً واحداً مفاده بأن مراسلنا ليس مرغوباً فيه»، بسبب انتقاده «تجاوزات الحكومة وأخطائها، كما يفعل كل صحافي جيد».