×
محافظة المنطقة الشرقية

جامعة طيبة وخيرية محمد وعبد الله السبيعي ينشئان وحدة للعمل التطوعي

صورة الخبر

الدمام إبراهيم جبر قال الناقد عيد الناصر، إن الصحافي والروائي محمد المرزوق، رصد في روايته «لا تشته إمراة جارك»، الصادرة عام 2009م، تحولات حدثت خلال القرن العشرين في القطيف، مثالا لما حدث في كل مناطق المملكة، من خلال ثلاثة أجيال (الجد علي وابنه سعيد والحفيد علي). وأوضح الناصر، خلال تقديمه قراءة المرزوق الأولى مساء أمس الأول في نادي المنطقة الشرقية الأدبي وأدارها القاص محمد البشير، أن الرواية نقلت على لسان «الحفيد» ذكريات الأب والجد والأم، مصورا الحياة وسماتها والغربة في كل شيء، لافتا إلى أن الرواية، من الناحية الفنية، اتخذت مسارا دائريا في 127 صفحة، بواقعية كلاسيكية ترواحت البنية فيها بين الإخبار والتصوير مع سيطرة واضحة للراوي العليم بلغة ساخرة وسوداوية تعري الذات والمجتمع بأعرافه وتقاليده. وقال إن الرواية تؤسس للمقارنة بين مرحلة كان الإنسان فيها فقيرا، ولكنه يؤسس كل زوايا حياته برائحته وجهده وعرقه ليبني مجتمعه بالوسائل المتاحة لديه، وبين مرحلة امتلأ جيبه بالمال، ولكنه صار فارغا من الداخل بلا هدف أو غاية أو مهمة، مبينا أن المرزوق قام بكل ذلك بعملية استفزاز للتفكير، حيث تحول الناس إلى الحياة الاستهلاكية، مشددا على أن الرواية تطرح سؤالا مخيفا هو: ماذا لدينا بعد النفط؟. وكان الناصر، وهو مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، قد استهل الأمسية بتوضيح أن ورقته تطرح عدة محاور: حكاية النص، بعض الملامح الفنية في السرد، المكان ودلالاته، التغيرات الاجتماعية التي أشار لها النص، وتنتهي بوجهة نظر أو تأويل حول ماذا أراد الروائي أن يقول لنا؟. وقال إن الحكاية ترصد للتحولات التي حدثت خلال القرن العشرين لإحدى المناطق الموغلة في القدم على الخليج العربي وتحديداً القطيف من خلال ثلاثة أجيال، بداية من زمن عاصر فيه الجد الحرب العالمية الأولى. و ذكر إن دراسته ستركز على تغيرات المكان (القرية، المدينة، والمسكن)، وقال: يلتقط الكاتب عدة مواقع لها أهميتها في ذاكرة أبناء المجتمع مثل «قهوة غراب»، مسجد الخضر، والفرضة قبل دفنها بحجارة، ليقوم مكانها حي سكني. وانتقل الناصر للحديث عن تحولات الإنسان، مشيرا إلى أن الروائي تحدث عن مرحلة عمرها ثمانية عقود، كانت التغيرات تجري فيها ببطء، ثم مع طفرة النفط أحدثت قفزة مفاجئة. وعرج في حديثه على الأزمنة والأمكنة في هذه الرواية، لافتا إلى أن الإنسان انتزع من بيئته وأصبح يعيش في غربة تمزقه، قبل أن ينتقل للحديث عن التأويل، فقال: بإمكاننا تلمس الطريقة التي قصقصت ريش أجنحة المجتمع وتم تشويه ذاكرته الفردية والجماعية في مرحلة تاريخية انتصرت فيها عالميا البرجوازية ونظامها الرأسمالي، حيث تحولت الدول والمجتمعات الأخرى إلى مستعمرات أو شبه مستعمرات تابعة. وبعد أن انتهى الناصر من تقديم ورقته، فتح البشير باب النقاش حول الرواية وما طرح في الورقة بين ضيف الأمسية والمرزوق من جانب والحضور من جانب آخر. ووصف الشاعر محمد الدميني قراءة الناصر بـ «الانطباعية»، وتمنى لو أنها كانت نقدية أكثر.