يبدو دونالد ترامب، المتصدر مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية، عازماً على تصعيد حملته المعادية للمسلمين والتي بدأها بالمطالب بعدم السماح لهم بدخول الولايات المتحدة. وفي مناظرة ليل الخميس– الجمعة، أشار إلى «تعاظم كره المسلمين» لأميركا، إضافة إلى نعوت أخرى، أقلها بأنهم «يسيئون معاملة المرأة». كما ذكّر باعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، متعهداً استخدام أساليب التعذيب مجدداً ضد المشبوهين في الإرهاب، رافضاً مطالبة مجلس العلاقات الإسلامية- الأميركية له بتقديم اعتذار. أمام ذلك، ندد المرشحان الديموقراطيان للرئاسة هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز، بتصريحات ترامب «المهينة لقيم أميركا»، مشيرين إلى أن المرشح الجمهوري يتنكر في مواقفه لسجل طويل له في مجال الأعمال مع العالم الإسلامي. وسبقت انتخابات ولايات أوهايو وفلوريدا وكارولينا الشمالية الكبيرة الثلثاء المقبل، مناظرة جمهورية ليل الخميس- الجمعة، شهدت تخلي منافسي ترامب عن لهجتهم الهجومية ضده والتي لم تنفع طوال الأشهر الأخيرة في خفض شعبيته. واعتمد كل من السناتور ماركو روبيو وجون كايسيك، حاكم ولاية أوهايو، والسناتور تيد كروز، أسلوباً يتجاهل مخاطبة ترامب مباشرة، ويركز على جوهر القضايا الخلافية وسياسات كل مرشح، مع التلميح الى أن مواقف رجل الأعمال بعيدة من القيم الجمهورية التقليدية على صعيد دعم التبادل التجاري الحر، والتشدد في السياسة الخارجية. وشهدت المناظرة لقطات ساخنة حول تصريحات ترامب بأن «المسلمين يكرهوننا». ورفض ترامب التراجع عن موقفه، وكرر ما قال في مقابلة مع محطة «سي إن إن» أخيراً، بأن «هناك الكثير من الكره بين الولايات المتحدة والإسلام، والذي يجب أن ننظر إليه بعمق». وزاد: «يجب أن نكون متيقظين». ورد بقية المرشحين الجمهوريين على ترامب بالقول إنه «لا يجب الخلط بين المسلمين والمتطرفين». وقال روبيو: «هذه التصريحات تضرّ بالأمن القومي الأميركي، والولايات المتحدة تحتاج إلى المسلمين في محاربة المتطرفين. أما كروز، فشدد على ضرورة «التمييز بين المسلمين العاديين والجهاديين المتطرفين»، مشيراً إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باعتباره «حليفاً مسلماً قوياً للولايات المتحدة في محاربة التطرف». وتهدف تصريحات ترامب إلى حشد القاعدة اليمينية في الحزب الجمهوري للتصويت له في فلوريدا وأوهايو. وفي حال كسب الولايتين سيقترب جداً من حسم الترشح، علماً أن 43 في المئة من الجمهوريين يعتقدون بأن الرئيس باراك أوباما مسلم، وفق استطلاع أجراه مركز «بيو» الخريف الماضي. ويتقدم ترامب بفارق تسع نقاط على روبيو في فلوريدا، التي سيؤدي فوزه فيها إلى انسحاب روبيو من السباق. لكن المرشح اليميني يتراجع أمام كايسيك في أوهايو. وتلقّى ترامب أمس دعم المرشح السابق بن كارسون، وهو أفريقي- أميركي أدلى أيضاً بتصريحات معادية للمسلمين. ولدى الديموقراطيين، تتقدم كلينتون في استطلاع رأي ولايات الثلثاء المقبل، وبفارق مريح في فلوريدا. لكن ساندرز المتفوق في جمع التبرعات قد يُعيد سيناريو فوزه المفاجئ في ميشيغن، ويحقق مفاجأة في أوهايو، حيث يتصدر الاقتصاد واتفاقات التجارة الحرة هموم الناخبين.