كثيرة هي المرات التي كنت أنصح فيها زملائي وأصدقائي في الوسط الرياضي بأن يلغوا من حساباتهم شيئا اسمه (المستقبل).. كنت أسأل زملائي فأقول لهم: أيهما أكثر أهمية وأولوية.. الحاضر الرياضي المتعثر والمحاصر بالفوضى والذي يحتاج للإصلاح والتعديل.. أم نفكر بالمستقبل الذي لا يريدنا، ولا يجد فينا ما يحفزه لاستقبالنا.. أما لماذا؟ فلأننا طواعية أصبحنا (بصراحة) نتحايل على عدم قدرتنا على إصلاح (الحاضر المتعثر) بالقفز والهروب للحديث عن (المستقبل) الذي لا يريدنا بعاهاتنا المستديمة. ـ أحبتي في الوسط الرياضي.. ليكن في علمكم (والله) بأنني لست متشائما أو أسوق لثقافة (الإحباط) و(التيئيس).. لكنني (بصراحة أكثر) غير متفائل بالمستقبل المشرق.. ونحن عاجزون عن إصلاح الحاضر بكل متطلباته واحتياجاته وأدواته.. فإذا أردنا أن نتوق لمستقبل رياضي متطور.. فعلينا أن نصلح حاضرنا المتعثر الذي طرأت عليه في السنوات الأخيرة (ثقافات) جديدة.. ففي واقعنا الرياضي (الحالي) تحديدا انتشرت مظاهر ومهارات (الكراهية) و(معاداة الناس) (والوعود) و(الكلام الكثير) و(التشكيك في ذمم الناس) وعدم احترام مواقعهم (الاجتماعية) و(الوظيفية).. في مرحلة بصراحة (شرسة) ووسط رياضي لا يشجع ولا يحفز بأن نستمر فيه.. حتى أصبحنا من كثرة (الكذب) (نشكك) حتى بالصدق الذي يقوله أصدقاؤنا وزملاؤنا وأحبابنا من قادة الرأي والفكر والتنوير داخل وسطنا الرياضي في هذه المرحلة. ـ أصبحنا أيها الأحبة نستمتع (بأحلام اليقظة) ونجد فيها (البديل) الممتع للتفكير في المستقبل.. فما لم يتحقق لنا في (الحاضر) نجده في (الأحلام).. لكننا (للأسف) نحلم بكل ما يحقق أمانينا وتطلعاتنا.. وعندما نستيقظ نجد أن كل أحلامنا (منتهية الصلاحية) كأننا فقط قمنا بزيارة خاطفة للمستقبل ثم عدنا بسرعة البرق إلى حاضرنا الحالي المتعثر.. الحاضر الذي لابد أن نصلحه ونطوره.. حتى نكون مهيأين ونستحق أن ندخل من خلاله للمستقبل بحاضرنا القوي.. ونؤسس من خلال هذا الحاضر بناء قوياً لجيل المستقبل.. فكلما كبرنا كبرت معنا أخطاؤنا.. وكثرت وعودنا.. وكثر (الهياط) للدرجة التي استطاعت فيه (بعض) الدوائر والمؤسسات الإعلامية الرياضية في منطقتنا الخليجية تسوق للمشاهدين بضاعة رديئة.. وأصبحت (البذاءة) و(الملاسنات) هي السلعة المطلوبة والأكثر رواجاً والأكثر قبولاً داخل السوق الخليجية.. من هنا نستطيع القول (بلا تحفظ) بأنه لابد من أن نغير من طريقة تفكيرنا وتعاطينا للحوار بمهنية واحترافية عالية بعيدا عن كل مظاهر العنف والشراسة والإسقاطات.. والإيماءات.. ونتحدث بواقعية.. وفكر.. وموضوعية.. وكيفية إصلاح حاضرنا الرياضي ليرحب بنا (المستقبل) بكل تحدياته ومتطلباته.