بضعة شبان من جنسيات عربية وعجمية تجمعوا في ساحة سينما سراب المدينة التابعة لمؤسسة الشارقة للفنون، قاسمهم المشترك موسيقى وخطوات هيب هوب راقصة، يقودهم الفنانَان انتصار الحمداني ورودولف أوييا من فرقة بلاكاليشيوس للرقص، يتنقلون بخفة بين خطوات الـهيب هوب، الذي تحول إلى لغة جسد سواء في سكناته أو حركاته. ليظل رقص الـهيب هوب واحداً من أقوى لغات الجسد تعبيراً عن مكنونات النفس، والتي انتشرت سريعاً بين الشبان العرب، بعد أن ذاب بها الشباب الأميركي قبلاً خلال سبعينات القرن الماضي، ليرى الحمداني وأوييا أن إقبال الشباب في الإمارات على هذا النوع من الرقص مرده الانتشار العالمي الذي رافق خطوات الـهيب هوب، فضلاً عن قدومهم من ثقافات مختلفة. فن رائج في أروقة منطقة برونكس بولاية نيويورك الأميركية ولد الـهيب هوب في سبعينات القرن الماضي، آنذاك بدأ كنمط غنائي يعتمد على أداء الكلمات دون التزام بلحن أو إيقاع منضبط، وسرعان ما انتشرت رقصاته بين الأميركيين السّود من أصول أفريقيّة مع القادمين من بورتوريكو وجامايكا. وبعد سنوات من انتشاره في الغرب ورواجه سينمائياً، وجد هذا الفن طريقه عربياً، حيث راجت مشاركة هواة ومحبي هذا الفن على اختلاف مشاربهم العربية في برامج المواهب المختلفة، ليصبح له رواده ومعلموه، ولعل من بينهم انتصار الحمداني الذي قال لـالبيان: إذا عدنا للتاريخ نجد أن رقص الـهيب هوب وكذلك موسيقاه ارتبط قديماً بقصص وحكايات تخص الأميركيين، حيث بدأ بالموسيقى وسرعان ما تطور إلى حركات راقصة. من جانبه، يعتقد رودولف أُوييا أن انتشار رقص الـهيب هوب يعود إلى شعور الشباب بما حققه على أرض الواقع، قائلاً: لقد كان الـهيب هوب لفترة زمنية نوعاً من التعبير عما يدور في النفس، وقد لعبت طبيعة موسيقى هيب هوب دوراً مهماً في انتشاره، فهي تعد واحدة من أكثر أنواع الموسيقى إغراءً للشباب كونها لا تلتزم بتركيبة موسيقية معينة. أنواع يتفق الحمداني وأوييا أن تعلم رقص الـهيب هوب يتطلب بداية تعلم الطرق الصحيحة للموسيقى، حتى يتمكن ممارسه من تحريك خطواته وفقاً على إيقاعها، وبينا أن رقص الـهيب هوب لا يعتمد على نوع واحد فـقط، وإنما له أنواع مختلفة منها روبوت واللوكويد والكرومب والتوتنق واللوكنيق، إلا أن بريك دانس يـعد أشهرها.