×
محافظة حائل

الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل يدشن بمقر الإمارة الزي الجديد لدوريات الأمن

صورة الخبر

لأنه عصر المزاوجة القسرية بين المتناقضات، وبقاء الجمرة وكرة الثلج على حالهما في اليد، فإن المعلن هو عكس المخفي، والشيزوفرينيا أصبحت كونية بعد أن تعولمت.. لهذا لا غرابة في أن يُنكل البالغون بالطفل في عيد الطفولة، وأن يستباح الأسير في يومه السنوي، وأن تضطهد نساء العالم في يومهن وهو الثامن من هذا الشهر رغم أن الأيام والأعوام كلها لهن كأمهات وشقيقات وزوجات، لأنهن البارومتر الذي يقيس منسوب الوعي لدى الرجل ويختبر ادعاءاته بالتمدن، لأن ترميز أية قضية قد يفرغها من محتواها ويحولها إلى مجرد طقس، ما أن تسدل الستائر بعده وينصرف المحتفون وتطفأ الأضواء حتى يعود كل شيء إلى ما كان عليه. والعالم الذي يحدد أياماً يسميها أعياداً للطفل والمرأة والأسير والفقير والمشلول عليه أن يغادر الترميز إلى ممارسات ميدانية لأن الكثير من الشعارات يبقى مع وقف التنفيذ ويمنع من الصرف. وهناك ملايين النساء في هذا الكوكب لا يعرفن أن لهن عيداً أو يوماً مستعاراً من التقاويم الذكورية، واكتشافهن والوصول إلى العوالم المعتمة التي يعشن فيها لا يتطلب كولومبوس أو مغامراً يجترح معجزة. إن ما كتبه هنريك إسبن عن عذاب المرأة في مسرحيته الشهيرة بيت الدمية لم يدخل إلى المتحف بعد، فالعالم يعج ببيوت الدمى كما يعج ببيوت العناكب، وقد تكون أفضل بطاقة تهنئة يقدمها الرجل إلى المرأة هي اعتذار عن ستة آلاف عام من سطوة الذكورة وتهميش الأنوثة. فالمرأة كما قال الشاعر آراغون في إحدى قصائد العشق التي كتبها عن الزا تريوليه أطلق على نفسه لقب مجنون الزا تيمناً بالمجانين العذريين أن المرأة هي مستقبل الرجل، وفي كتاب صدر حديثاً في الولايات المتحدة يتنبأ مؤلفه بأن المرأة قد تصلح في العقود القادمة ما أفسده الرجال، لأن الحرب مشروع ذكوري وكذلك العنف بمختلف أسمائه. والمجتمعات التي سارعت إلى إنصاف المرأة وإعادة الاعتبار إليها سيكون لها فضل وشرف الريادة.