دبي مصعب شريف: يقدم مهرجان دبي كانفس في دورته الثانية هذا العام، حزمة من الفعاليات والأنشطة الفنية المتنوعة، بالإضافة إلى البرنامج الرئيسي المتمثل في عرض الرسومات ثلاثية الأبعاد، التي تتنوع تشكيلاتها بمشاركة نخبة من رواد الفن العالميين، وعلى امتداد واجهة جي بي أر، التابعة لمجموعة دبي العقارية يجد الزائر أعمالاً فنية وعروضاً موسيقية جاذبة، وفي الباحة الرئيسية للمهرجان وهي عبارة عن مدرج مزدان بالرسوم ثلاثية الأبعاد، يوجد الموسيقي العالمي، جيمس رينولد، الذي تضفي موسيقاه أبعاداً جديدة على المكان وهي العروض التي تحظى بإقبال جماهيري كبير من قبل الزوار، الذين يتوافدون صوب صاحب البومأوز سو ليت، الذي حقق نجاحاً كبيراً في التأليف الموسيقي منذ بداية مشواره في 2003، ويقدم رينولد مجموعة منتقاة من العروض الموسيقية، وهو أحد أبرز المتخصصين في الموسيقى الإلكترونية وعلم موسيقى الشعوب، وله العديد من المؤلفات المميزة التي مزج فيها مجموعة من الإيقاعات المختلفة، إلى جانب موسيقى رينولد هنالك فعاليات استعراضية أخرى تستضيفها الباحة الرئيسية للمهرجان، لتتناغم مع أجوائه وترسم صورة كرنفالية بديعة. الفنانون المشاركون في المهرجان، من مختلف دول العالم، أعربوا عن سعادتهم بالمشاركة مشيرين إلى أن ما لمسوه من توافد على الفعاليات المختلفة يدلل على أن الفنون البصرية تحتل مكانة كبيرة في المشهد الفني بدبي، التي أضحت مركزاً فنياً عالمياً، حسبما يمضي لذلك الفنان الإيطالي، فابيو ماريا فيدلي، الذي التقته الخليج، وهو يضع اللمسات الأخيرة على إحدى لوحاته ثلاثية الأبعاد، ويقول فيدلي: المشاركة في دبي كانفس، تمثل بالنسبة لي فرصة للتعرف إلى هذه المدينة الساحرة، خاصة وأنها المرة الأولى التي أزور فيها دبي، وتعرفت من خلال المهرجان وزواره إلى التنوع الباعث على الإعجاب الذي تحظى به المدينة، و أرى أنها تجربة مهمة جداً. ويمضي فيديل الذي يرسم صورة لمدينة أوروبية تزدحم بالبنايات العتيقة، مشيراً إلى أن العمل مصمم بحيث يتيح للجميع تخيل أنها مدينته فور الدخول إليها، وقام فيدلي برسم لوحتين أخريين وترتكز جميع أعماله على فرضية تقول بأن الرسم هو امتداد مكمل للأفكار، ولذلك فكثيراً ما يرتجل بابتكار أجزاء من العمل أو كامل العمل في لحظة تنفيذاً للوحة من دون أن يكتفي بالصورة الخيالية المسبقة التي رسمها. ويعود فيدلي للوراء قليلاً، مشيراً إلى أنه بدأ بالرسم على أرضيات الشوارع والجدران في العام 1993، قبل أن يتحول في العام 2006 إلى الرسم المُجسَّم ثلاثي الأبعاد. في ذات الاتجاه يشير الفنان الأوكراني أليكس ماكسيوف، إلى أن المهرجان يتيح الفرصة للرسم ثلاثي الأبعاد، ويقول: عملت حتى الآن على أكثر من لوحة، موضحا أنه يبين العلاقات اللونية للظل ويحفز على الخيال بصورة مغايرة، ويرى ماكسيوف أن دبي كانفس يوفر فرصة كبيرة لفناني الشوارع لكي يخاطبوا جمهوراً متعدداً في دبي، مبيناً أن أعماله المشاركة في المهرجان تستمد أبعادها الجمالية من الروح الزاخرة بالتنوع التي تمتاز بها المدينة. وأضاف: الإقبال الكبير الذي يشهده المهرجان يشير إلى أنه عملاق ولد ، وأتوقع أن يحتل مكانته العالمية المميزة في فترة وجيزة. ويعتبر ماكسيوف، أحد رواد فن رسم المُجسَّم ثلاثي الأبعاد في أوكرانيا،وبدأ حياته المهنية في عام 1990، وبعد5 سنوات، التحق بكلية أوديسا للفنون ليدرس فن الرسم وتخرج فيها في العام 2000. وتابع دراسته في الأكاديمية الوطنية للفنون الجميلة والمعمار، وحصل على درجة الماجستير في ترميم اللوحات الزيتية عام 2007، لتبدأ رحلته مع فن الرسم ثلاثي الأبعاد في الشوارع في العام 2010 ليعمل بعدها في الكثير من المشاريع الفنية بالتعاون مع العديد من أهم فناني الشارع حول العالم، الأمر الذي فتح الطريق أمامه لحصد الجوائز.