المرأة هي كالوردة اللطيفة الجميلة وهي الأم والأخت والابنة وهي التي تحت أقدامها الجنة والحياة ليست لها طعم من دونها، وهي بحنيتها ولطفها وحنانها تجعل العالم أكثر جمالا وبهجة. لقد اضطهدت المرأة في القرون الماضية واعتبرت سلعة تملك وتباع وتشترى ولم تعط لها فرصة المشاركة الحقيقية في الحياة الإجتماعية ولقبت بالعورة وناقصة عقل ودين وضعيفة، وحتى الآن معاناتها لم تنتهي تماما وهكذا كان العالم في العهود السالفة أسير سطوة الرجال تحكمه قوتهم وتسلطهم على النساء بصلابة أجسامهم وقوة عقولهم وسيطرة شدتهم، أما اليوم فقد اضطربت تلك الموازين وتغيرت واتجه العنف جهة الاضمحلال، لأن الذكاء والمهارة الفطرية والصفات الروحانية من المحبة والخدمة التي تتجلى في النساء تجليا عظيما صارت تزداد سموا يوما بعد يوم. في القرن العشرين جعل شئون الرجال تمتزج امتزاجًا كاملاً بفضائل النساء وكمالاتهن وأصبحت الحقوق متساوية ومتعادلة بينهم، إن المرأة نصف المجتمع، وإذا شبهنا العالم الإنساني بالطير الذي له جناحان جناح منه الرجال والآخر من النساء، فالطير لا يستطيع الطيران بجناح واحد إذا كان جناحا منه ضعيفا هزيلا فكذلك العالم الإنساني لا يستطيع التقدم والرقي كما يجب إذا كان أحد جناحيه وهي المرأة تعاني من ضعف. وكذلك المرأة لها دور مهم في تحقيق السلام العالمي، لأن الأطفال يتربون ويترعرعون تحت حماية الأم التي تعطيهم وتعلمهم المبادئ الأساسية في التربية والتعليم وتثابر وتجتهد حتى يكبر الأطفال، تأملوا قليلا الأم التي ربت بكل حنان إبنها لمدة عشرين عاما حتى بلغ سن الرشد، فبالتأكيد انها لن توافق على أن يذهب ابنها إلى ساحة الحرب ويقتل هناك. وكذلك إن المرأة أكثر قدرة واتقانا في عملها وأن قلبها أكثر حنانا وأسرع تأثيرا من قلب الرجل وأكثر محبة لخير البشر وأكثر اهتماما بمعاناة الناس واحتياجاتهم وأشد صلابة في مقاومتها للحروب، كما أن الرجل أكثر ميولا للحرب من المرأة، لأن المرأة بطبيعتها تعشق السلام وتسعى إلى تحقيق السلام العالمي وهي أعظم عامل لإذالة الحروب من الجنس البشري. ولهذا السبب عندما تترقى المرأة وتصل إلى محل القرار ومشاركة الرجل في القوة والمكانة والمناصب الحكومية ستقل الحروب، فمشاركة المرأة ومساواتها في التعليم وكافة الحقوق التي يتمتع بها الرجل بمعنى عدم وجود أي فرق بين تعليم الرجل والمرأة في الشئون الاجتماعية والاقتصادية مهمة جدا، بل أصبحت ضرورة ملحة. وتربية البنات لها أهمية أكثر من تربية الرجال، لأن تلك البنات سيصبحن ذات يوم أمهات، والأم هي التي تربي الأطفال وهي المعلمة الأولى للأطفال، لهذا يجب أن يكنّ في منتهى الكمال والعلم والمعرفة كما قال الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق. نبارك للمرأة في يومها العالمي ونتمنى لها التقدم والرقي في كل مجالات الحياة ونأمل ازدياد عدد النساء المشاركات في محل القرار في العالم حتى تصل إلى التساوي، وبذلك نعطي المرأة حقها كاملا في المشاركة في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية. المصدر: ورقاء روحاني