تستعد جنيف لاستقبال الوفود الدولية ووفدي المعارضة والنظام السوريين لبدء جولة مفاوضات جديدة بحثا عن تسوية سياسية للأزمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات، في وقتلا يزال موقفالمعارضة من المشاركة غير مؤكد حتى الآن. وقال موفد الجزيرة إلى جنيف محمد كريشان إن الترقب يسود الأجواء، حيث كان يُنتظر أن تكون حركة الوفود أكثر كثافة أثناء الاستعدادات لكن العديد منها لم يصل بعد، ومن المتوقع أن يكتمل وصولها يوم الاثنين تزامنا مع انطلاق المشاورات التمهيدية. وأوضح أن هناك اعتقادا سائدا في جنيف بأن اتفاق وقف إطلاق النار وفّرجوا جديدا يمكن الاستفادة منه والبناء عليه رغم تعرضه للانتهاكات. وأضاف كريشانأن هناك خلافا ما زال قائما في مرجعية المفاوضات، فالوفود التي ستصل تباعا ليست متفقة على رؤية واحدة، حيث تصر الهيئة العليا للمفاوضات (المعارضة) على التمسك ببيان جنيف الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي،في وقت تتقبل شخصيات أخرى محسوبة على المعارضة طرح النظام تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو الطرح الذي يدعمه المبعوث الدولي ستفان دي ميستورا. وقال الموفد إن هناك انطباعا بأن وفدي الولايات المتحدة وروسيا سيصلان إلى جنيف وهما يحملان للمرة الأولى تصورا واضحا للتسوية وسيحاولان فرضه على كل الأطراف. وقال الخبير المختص في شؤون الشرق الأوسط في الأمم المتحدة يان هيربرمان لموفد الجزيرة إن وجود الهدنة في سوريا سيهيئ أجواء أفضل في جنيف مقارنة بما كانت عليه الحال في جولة المفاوضات السابقة، كما اعتبر أن تأجيل المفاوضات الذي حدث مؤخرا مؤشر على صعوبتها. وأمس، وصف عضو الهيئة العليا للمفاوضات منذر ماخوس تصريحات دي ميستورا بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا بالانقلاب السياسي على كل مرجعيات المفاوضات، وقال إن إعلان جنيف نص صراحة على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة تضم ممثلين عن المعارضة وشخصيات من النظام ليست ضالعة في عمليات القتل. وكان دي ميستورا قد صرح الأربعاءبأن محادثات جنيف غير المباشرة ستبدأ بمن يحضر أولا من الوفود، معتبرا أن اليوم الأهم في المحادثات سيكون الاثنين المقبل،حيث ستطرحقضايا عديدة منها الحكومة الجديدة والانتخابات. وأضاف أن المفاوضات لن تتجاوز الـ24 من الشهر الجاري، معبرا عن أمله بالتوصل إلى اتفاق قبل الموعد المقرر، وقالإن وضع سقف زمني للمفاوضات أمر إيجابي.