انتقد البرلمان الأوروبي أمس، بشدة الاتفاق المبدئي المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لحل أزمة المهاجرين، معتبراً أن القادة الأوروبيين «خضعوا لابتزاز» أنقرة. وانتقد عدد من النواب المنتمين الى اليمين واليسار وحزب الخضر والحزب الشعبي المشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي، مشروع القرار الذي تم التوصل إليه مع تركيا اثر قمة طارئة ليل الإثنين الثلثاء في بروكسيل، شاجبين «المساومات» التي جرت. وقال زعيم النواب الليبراليين غي فيرهوفستادت خلال نقاش في برلمان ستراسبورغ: «ما نفعله هو اعطاء مفاتيح بوابات أوروبا الى السلطان أردوغان. أنا أجد في ذلك اشكالية كبرى». وأمهل الزعماء الأوروبيون أنفسهم حتى موعد القمة المزمع عقدها الاسبوع المقبل لوضع اللمسات النهائية على اتفاقهم مع أنقرة. ويُفترَض أن يغيّر هذا القرار، الذي لا يزال قيد الإعداد، الوضع ازاء التدفق غير المسبوق للمهاجرين إلى أوروبا، ويقترح أن تستقبل تركيا كل الذين وصلوا إلى اليونان، ومن بينهم السوريون الهاربون من الحرب. في المقابل، تطلب تركيا مساعدات اضافية بقيمة 3 بلايين يورو حتى العام 2018، وإعفاء مواطنيها الراغبين في السفر إلى الاتحاد الأوروبي من تأشيرة الدخول ابتداء من نهاية حزيران (يونيو) المقبل، واستئناف التفاوض على 5 فصول متعلقة بانضمامها إلى الاتحاد الاوروبي. في غضون ذلك، حاولت الحكومة اليونانية أمس، إقناع اللاجئين العالقين على أراضيها، بسبب اغلاق طريق البلقان والمقدَّر عددهم بـ 40 الفاً، بالتوجه فوراً إلى مراكز الاستقبال لكي لا تتدهور الأوضاع على الحدود الشمالية مع مقدونيا. وقال وزير الدولة لشؤون الداخلية يانيس بالفاس إن «المهاجرين لا يزالون يصلون» الى الجزر اليونانية من تركيا وتسعى السلطات إلى «توزيعهم وإيجاد بنى تحتية جديدة لاستقبالهم». وأفاد مركز التنسيق الذي شكلته الحكومة اليونانية، بوصول 1400 شخص جديد الى الجزر اليونانية من تركيا في الساعات الـ 24 الأخيرة. إلى ذلك، قال وكيل وزارة الداخلية الإيطالي دومينيكو مانتسيوني خلال جلسة استماع أمام اللجنة البرلمانية الخاصة باتفاقية «شنغن» إن «طلبات اللجوء التي استلمتها دوائرنا حتى 4 آذار (مارس) الجاري بلغت 16080 طلباً». وأضاف: «تشير توقعاتنا إلى أن العدد في نهاية العام الحالي سيتجاوز الـ 80 ألف طلب التي سُجِلت العام الماضي، والتي كانت تفوق عدد طلبات عام 2014 بنسبة 30 في المئة». في غضون ذلك، اعترض حرس السواحل التركي أمس، سبيل عشرات المهاجرين، غالبيتهم سوريون، في ممرات مائية على ساحل بحر إيجه. وقبع 42 شخصاً من بينهم أكثر من 10 أطفال داخل مجمع لحرس السواحل في منتجع ديديم الساحلي وبعضهم تمدد تحت الأغطية. من جهة أخرى، أعلنت الحكومة الكندية انها تعتزم استقبال أكثر من 50 ألف لاجئ خلال العام 2016 أي ضعف ما كان عليه عدد اللاجئين الذين استضافتهم العام الماضي. وقال وزير الهجرة جون مالكالوم في مؤتمر صحافي عرض خلاله حصص المهاجرين لعام 2016 إن بلاده تعتزم خلال هذا العام استقبال ما بين 280 ألفاً و305 آلاف مقيم جديد، أي بزيادة بنسبة 7 في المئة مقارنة بعام 2015.