فيما أشارت وسائل إعلامية إلى أن استخدام الرصاص من جانب الفلسطينيين في تصديهم لقوات الاحتلال يؤكد أن الهبة الشعبية دخلت مرحلة جديدة، تمسكت السلطة الفلسطينية بإنهاء الاحتلال، كمدخل لإحلال السلام في المنطقة. وكان شابان فلسطينيان قد أطلقا النار على حافلة تقل مجموعة من الإسرائيليين وطاردتهما قوات الشرطة العبرية واشتبكت معهما، ما أدى إلى مقتلهما وهو التطور الذي وصفه سياسيون بأنه يؤكد أن المقاومة الفلسطينية دخلت مرحلة ثالثة تجاوزت بها مرحلتي الحجارة والسلاح الأبيض، مشيرين إلى أن هذا التطور يؤكد بوضوح أن المواجهات سوف تأخذ شكلا أكثر حدة خلال الفترة المقبلة، وحملت سلطة الاحتلال مسؤولية التطورات المقبلة، بسبب تعنتها ومواصلة سياسة القمع تجاه الفلسطينيين. وكانت مصادر إعلامية أشارت إلى أن فلسطينيين اثنين استشهدا إثر تبادل لإطلاق النار بينهما وبين قوات الاحتلال في القدس. مضيفة أن تبادلا لإطلاق الرصاص حدث بين قوات الاحتلال والشهيدين بالمنطقة الواقعة بين باب العامود وباب الجديد بالقدس المحتلة، وأسفر عن إصابة فلسطيني بجروح خطرة. وأن قوات الاحتلال طاردت سيارة تقل أشخاصا أطلقوا الرصاص صوب حافلة للركاب بالقرب من مستوطنة راموت شمال القدس، أسفرت عن إصابة مستوطن بجروح طفيفة. وتأتي هذه الحوادث رغم إعلان شرطة الاحتلال تعزيز انتشارها في كل المدن والمراكز الرئيسية لتجمع الإسرائيليين، عقب عمليات طعن وإطلاق نار نفذها فلسطينيون أول من أمس، أدت لمقتل سائح أميركي وإصابة نحو 15 إسرائيليا بعضهم حالته خطرة، كما أسفرت عن استشهاد أربعة فلسطينيين. مزيد من التضييق تبنت الحكومة الإسرائيلية سلسلة إجراءات وعقوبات ضد الفلسطينيين، وقال ديوان رئيس وزراء الاحتلال في بيان له: "تقرر البدء فورا بسد الثغرات في الجدار الأمني الذي يحيط بمدينة القدس، وإقامة جدار أمني في منطقة ترقوميا جنوبي الضفة الغربية، كما اتفق على تسريع سن قانون حول معاقبة من يقل أو يستضيف المشبوهين. وإضافة لذلك سيتم إغلاق وسائل الإعلام التي تمارس التحريض، وسحب تصاريح العمل والتجارة بشكل أوسع. وسيتم القيام بهذه الإجراءات إضافة للإجراءات التي يتم اتخاذها بشكل عادي مثل فرض الطوق والإغلاق على القرى التي خرج منها المنفذون". انتقاد التواطؤ الأميركي وجَّهت السلطة الفلسطينية انتقادا لاذعا لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي هاجم السلطة بسبب رفضها إدانة الهجمات. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعت في تصريحات إلى "الوطن" "يأتي نائب رئيس الولايات المتحدة، الدولة التي يفترض أنها راعية عملية السلام، وهي في الحقيقة لا ترعى سلاما، إلى إسرائيل دون أن يقول كلمة واحدة عما فعلته إسرائيل طوال 22 عاما، منذ أن تم التوقيع على اتفاق أوسلو، حيث ضاعفت أعداد المستوطنين أربع مرات، وسرقت 62 % من مساحة الضفة الغربية و92 % من مياه الشعب الفلسطيني، وأمعنت في القتل والإيذاء، واستهدفت الأطفال والنساء، واقتحمت الأماكن المقدسة. ورغم ذلك فهو لا يجد ما يدينه في هذه التجاوزات".