×
محافظة المنطقة الشرقية

قيام عناصر إرهابية باستهداف المساجد دليل على ضلالهم

صورة الخبر

استعادت الصحافة اللبنانية أمس الأول، صفحات من تاريخها الجميل مع إطلاق «برنامج الدراسات الإعلامية» في الجامعة الأميركية في بيروت، جائزة كامل مروة في الحقل الإعلامي. وهي جائزة كانت مُنحت بين الأعوام 1966 و1975، ثم علقت بسبب نشوب الحرب الأهلية، ويعاد إطلاقها مع اقتراب الذكرى الخمسين لاغتيال مروة. الاحتفال الحاشد بحضوره السياسي والإعلامي والأكاديمي والفكري والقضائي والاجتماعي، الذي فاضت به قاعة «هوستلير» في حرم الجامعة، استذكر من خلال كلمات ألقيت وفيلم وثائقي عرض عن حياة مروة، الدور الريادي الذي لعبه الراحل في تاريخ الصحافة اللبنانية والعربية، واستعاد دهشة الشغف الذي جسّده الراحل في تطوير المهنة. حضر وزير الإعلام رمزي جريج ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام، العلامة السيد محمد حسن الأمين، الوزير السابق محمد يوسف بيضون ممثلاً الرئيس ميشال سليمان، الرئيس حسين الحسيني، النائب جان أوغاسابيان، والوزراء السابقون: طارق متري، ليلى الصلح حماده، جهاد أزعور، ابراهيم شمس الدين، عدنان مروة، باسم السبع، وممثل عن عبدالرحيم مراد. كما حضر سيرج داغر ممثلاً الرئيس أمين الجميل، جاد الأخوي ممثلاً وزير الداخلية نهاد المشنوق، ميشال الخوري، نقيب الصحافة عوني الكعكي، نقيب المحررين الياس عون، النقيب السابق محمد البعلبكي، عضوا المجلس الوطني للإعلام ابراهيم عوض وفؤاد دعبول، المستشار الإعلامي للرئيس نبيه بري علي حمدان، عبلة نسيب لحود، سمير لحود، وقادة حركة «التجدد الديموقراطي». واعتبر مدير برنامج الدراسات الإعلامية جاد ملكي، أن مروة «يمثل الاحترافية والموضوعية في الصحافة والإعلام، والإبداع والشغف في تطوير المهنة ورفع مستواها». وقال إن الجامعة الأميركية «تطمح إلى تحفيز الطلاب على إجراء دراسات في مجال الإعلام، الذي يعاني من نقص في الشق البحثي». «الحياة كما صنعها» وعُرض وثائقي عن كامل مروة 1915 - 1966 بعنوان «الحياة كما صنعها». وتبدأ القصة في صيف 1932، حين انضمّ الى مهنة الصحافة في بيروت، فتى يشتغل ويدرس في آن واحد، ليجد نفسه بعد أسابيع متولياً زمام التحرير في جريدة «النداء» التي كان يملكها كاظم الصلح، قبل أن ينضمّ إلى أسرة «النهار» عندما أسّسها جبران تويني الجد، ويفكّر جدياً في إصدار جريدة مستقلة. وبعد معاناة وصعوبات كثيرة، أصدر العدد الأول من «الحياة» مطلع عام 1946، وفي أشهر قليلة فقط تمكنت «الحياة» من الوصول الى مصاف الجرائد الرائدة في لبنان، ولتستمر في النجاح والتألق على مستوى العالم العربي، ويصدر معها صحيفتين واحدة بالفرنسية «le matin» وأخرى بالإنكليزية «the daily star» حتى تاريخ اغتياله في مكتبه مساء 16 أيار (مايو) عام 1966، وكان عمره 51 سنة. وأعلن عميد كلية الفنون والعلوم في الجامعة الأميركية باتريك ماك غريفي، إسم الطالبة مايا عثمان المجذوب الفائزة بالجائزة، مشيراً الى أن 30 طالباً وطالبة تنافسوا هذا العام على الجائزة، واستحقّتها المجذوب عن فيلمها الوثائقي «تلفزيون وائع» ومدته 52 دقيقة. وقال نجل الراحل مالك كامل مروة باسم العائلة، إن والده «كان ثابتاً في رأيه ورؤيته، فلم يكن صحافياً محترفاً فحسب، بل كان أيضاً رافداً من روافد التجديد في عالم الصحافة العربية. نذر حياته كلّها لكي يرتقي بصحافتنا الى مستوى العالمية. وكان رجل رأي وسياسة. كان مستقلاً، صحيح، لكنه لم يكن أبداً محايداً. كان من المستحيل أن يقف على الحياد من لبنانية لبنان واستقلاله وديموقراطيته ووحدة مكوناته. ولم يكن كامل مروة الأول أو الأخير في لبنان، الذي يدفع حياته ثمناً لدوره وفكره ورأيه. فقبله وبعده، سقط على مذبح الحرية في لبنان شهداء كبار. والجاني بقي واحداً عبر العصور والأزمنة، ألا وهو الفكر الإقصائي المستبد الذي لا يستطيب السمع إلا لصوته ومنطقه. وليس ما نراه اليوم في المشرق العربي من حروب وتفكّك، إلا نتيجة لهذا الاستبداد الذي يأتينا تارة باسم القومية، وطوراً باسم الدين، والنتيجة الكارثية واحدة». وخاطب مروة الحضور قائلاً: «نحن عائلة الشهيد، على رغم جرحنا البليغ، لم تخالجنا يوماً الرغبة في الثأر، آمنا بالعدالة طريقاً الى الثواب والعقاب على رغم وعورة مسالكها، لكننا نعتقد جازمين أن قصور القضاء اللبناني يومذاك في البتّ جدياً في قضية اغتيال مروة، فاقم في استشراء ظاهرة الإفلات من العقاب، التي نعاني منها الى اليوم. فعسى أن نصل قريباً الى عدالة صلبة، تكسر حلقة القتل الجهنمية التي تلفّ أعناقنا، فنضع أوطاننا ومجتمعاتنا أخيراً على دروب الديموقراطية والتعددية والحداثة». وإذ لفت الى حضور إحدى الفائزات بالجائزة قبل أن تعلّقها الحرب، نورا البستاني، أعلن عن «إطلاق موقعين على الإنترنت يتعلقان بكامل مروة، الأول سيخصَّص لسيرته الشخصية ونشاطاته وكتاباته، والثاني لصحيفة «الحياة» بمجمل محتوياتها ما بين عامي 1946 و1976، أي تاريخ توقّفها عن الصدور من بيروت. ونهدف الى تثبيت الخط السياسي الرؤيوي لكامل مروة، هذا الخط الذى برهنت الخيارات الكارثية للقيّمين على بلادنا صوابه، والذي لا مبالغة في القول إنه لا يزال صالحاً للاقتداء به حتى اليوم». وقال النجل الثاني للراحل كريم كامل مروة، إن «هذه الجائزة تهدف الى تكريم جيل جديد من الإعلاميين الشباب، وتحفيزهم على التألق والإبداع. ووضعنا مع إدارة الجامعة معايير محددة، أهمها أن اختيار الطالب الفائز يعود حصراً الى هيئة من المحاضرين في قسم الدراسات الإعلامية، من دون أي تدخل أو مشورة منا». وقدمت الطالبة مجذوب في كلمة عملها، قائلة: «الفيلم يطرح رؤية نقدية لمحطات التلفزة اللبنانية التي يسيطر عليها الفكر التجاري والربحي وتؤجج مشاعر الطائفية السياسية»، وأشارت الى أنها أجرت أبحاثاً عدة لنقد مضمون القنوات اللبنانية وخلفياتها، إلى جانب مصادر التمويل، وغرفت من الأرشيف مادة بصرية تلخّص سنوات من الممارسة الإعلامية اللبنانية المليئة بالعنف والتحريض».