لم تنته إلى حد الساعة العملية العسكرية والأمنية التي انطلقت منذ فجر الاثنين بمدينة بن قردان الواقعة في أقصى الجنوب التونسي على الحدود مع الجارة ليبيا، ضد مجموعات من العناصر الإرهابية التي شنت عدة هجومات متزامنة على مواقع سيادية بالجهة، مما أسفر عن مقتل 10 أمنيين وعسكري واحد و7 مدنيين، فيما جرح 14 بين أمنيين وعسكريين ومدنيين، وتم القضاء على 42 إرهابياً بعد تجدد المواجهات ليلة أول أمس في إحدى الأرياف القريبة من بن قردان. وكانت قوات مشتركة من الجيش والشرطة حاصرت منزلاً هناك تأكد تحصن عدد من المسلحين داخله بعد فرارهم من نيران الوحدات النظامية، وبعد تبادل لإطلاق النار في ساعة متأخرة من الليل أمكن القضاء على جميع عناصر المجموعة وهم 6 إرهابيين كانوا يحملون أسلحة حربية من نوع «الكلاشينكوف» وخازن أسلحة نارية. وكانت وزارة الداخلية أعلنت في وقت لاحق من مساء أمس الأول عن القاء القبض على 16 عنصراً من المشتبه بهم كانوا يحومون حول محيط الثكنة العسكرية ببن قردان التي كانت هدفا فجر الاثنين لهجوم مباغت من العناصر الإرهابية التي كانت تهدف إلى بسط نفوذها على المؤسسة العسكرية في إطار مخطط خطير لإقامة إمارة تابعة لهم بالجهة. إلى ذلك أكد مصدر رسمي من الإدارة العامة للحرس الوطني أنه تم التعرف على هوية 13 جثة من بين 37 للعناصر الإرهابية وذلك بعد أن تم اخضاعها لتحليل الحمض النووي. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور خالد شوكات أكد أنّ «تونس من الدّول النّاجحة في مقاومة الإرهاب، حيث لم تستطع الجماعات الإرهابيّة النّيل من الدّولة التّونسيّة أو من ثوابتها أو مؤسّساتها كما لم تستطع النّيل من طبيعة المجتمع التونسي المتشبّث بقيم الاعتدال والوسطيّة» وأبرز أنّ الإرهابيّين لم يجدوا حاضنة شعبيّة في تونس، مضيفاً: إنّ استراتيجيتنا الدّفاعيّة العسكريّة والأمنية أثبتت نجاعتها، وبعد الغارة الأمريكيّة في صبراتة الليبية ازدادت احتياطاتنا العسكريّة والأمنيّة للتوقّي من ضربات إرهابيّة انتقاميّة ممكنة.