يجمعني لقاء أسبوعي بأصدقاء يحبون كرة القدم، جلهم ميولهم ما بين متصدر ووصيف، المجموعة الأولى مبتهجون منتشون ويرددون حتى في «لعبة البلوت» جملتهم الشهيرة «متصدر لا تكلمني»، وإن كان في عيونهم قلق وحذر لا يظهرونه، أما المجموعة الأخرى فيؤكدون أنهم الزعماء وسيعودون لصدارة تعودوا عليها، نقاش معتاد وحوارات لا تنتهي بين طرفين لكن نتائجها معروفة سلفا، في المقابل هناك صديقان فقط لا ينتميان للسابقين أحدهما اتحادي صوته كان الأقوى في وقت مضى رغم أنه وحيد، وآخر قلبه أبيض وأخضر للأسف وجهه شاحب يفضل الصمت دائما، كنت في أحد أركان المجلس مع الاثنين نتابع إحدى مباريات الدوري الانجليزي، قالا لي: ما بالنا تركنا المنافسة هل العيب فينا، أم هو تميز الآخرين؟، قلت في البداية لصديقي الاتحادي وسع صدرك ولا تفكر كثيرا، فالمشوار ما زال طويلا حتى وإن بدا في آخر النفق وميض ضوء، فرجال الاتحاد قادرون وبكل فخر على إشعال حرائق، أتظنهم يعجزون عن إخماد وميض! يا صديقي سابقا حين ترتدي شعار فريقك كنت أمازحك «اللون الأصفر حلو عليك»، كنت ترد بزهو وأحيانا غرور: لون العميد ذهب، سألته: هل ما زال كذلك أم ذهب؟ لم يرد، قلت: أظنها الثانية يا صديقي، فريقك يعاني ماليا وإداريا وشرفيا وفنيا، اللاعبون يطالبون بحقوقهم والإدارة تسوف تنتظر فرجا لا يبدو قريبا، هل تريد الزبدة يا صديقي: الحل أن يحن على الاتحاد من هو من غير البيت الاتحادي لينهي كل هذه المعاناة، فهمت أم أوضح أكثر، قال: يكفي قلبت المواجع، قلت: وسع صدرك لن تكون أكثر حرصا من رجال العميد على اتحادهم، ابتسم مستنكرا: أتسخر؟ قلت: يكفي ابتسامتك! أما صديقي الآخر الأهلاوي، فبدأت معه ببيت الشعر «أمني النفس بالآمال أرقبها.. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل»، ثم سألته: ماذا تتوقع أو تؤمل من مدرب يعتقد أنه الفاهم الوحيد والمعني بتغيير خارطة فريق، هكذا وببساطة ليبدأ به من الصفر وسط مباركة إدارية، وماذا تأمل من لاعبين مشاعرهم واحدة في الفوز والخسارة الكرت الأصفر بالنسبة لهم كالأحمر الأهم العقود والرواتب، وجدوا في المدرب عذرا لإخفاقهم ساعدتهم الإدارة في ذلك وإعلام مسالم صامت حينا ومجامل أحيانا.. المخرجات بالتأكيد لاعبون غير آبهين بمدرج مجانين بحب كيان صبروا حتى مل الصبر منهم، يا صديقي الأخضر الفرق الأخرى بأقل الإمكانيات أكلت الأخضر والأبيض واليابس، وإدارتك ما زالت تدفع وتحاول رأب صدع هنا وهناك حتى بلغت الخطأ بمنح ثقة وصلاحيات لمدرب متغطرس ولاعبين النقطة والثلاث بالنسبة لهم سيان! يا صديقي لن يصلح حال فريقك إلا إذا كان شعار الإدارة عصا وجزرة! لذا وسع صدرك وغني للجزرة إلى أن يبدو في الأفق عصا. مقالة للكاتب عادل البطي عن جريدة عكاظ