يتواجد في العاصمة الجزائر منذ 31 مارس الماضي، وفد عن ممثلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد الذين امتنعوا عن التوقيع على "اتفاق السلم والمصالحة" الذي رعته الجزائر بعد مفاوضات عسيرة قادتها طيلة 8 اشهر كاملة بين الحكومة المالية والحركات الأزوادية المتمردة شمال مالي، توّجت بالتوقيع بالاحرف الاولى على الاتفاق مع "حركة ازواد العربية" و"تنسيقية شعب ازواد" و"تنسيقية الحركات والجبهات الوطنية للمقاومة" بينما طلبت "الحركة الوطنية لتحرير ازواد" و "المجلس الاعلى لوحدة ازواد" و"حركة أزواد العربية" المنشقة مهلة قبل التوقيع. ولم تعلن الحكومة الجزائرية عن وجود وفد "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" ببلادها، لكن الخبر كشفت عنه "تنسيقية الحركات الأزوادية" عبر بيان نشر على الموقع الرسمي ل "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" وفيه تشير أن الوفد توجّه إلى الجزائر برئاسة "بلال آغ الشريف" ل "مباشرة المباحثات مع فريق الوساطة الجزائرية" من أجل "إزالة العقبات الأخيرة أمام التوقيع بالأحرف الأولى والتوقيع النهائي على مشروع الاتفاق المنبثق عن مسار الجزائر". ولا يمكن فصل عودة هؤلاء إلى طاولة التفاوض في الجزائر عن الزيارة الأخيرة التي قما بها الرئيس المالي "ابراهيم أبو بكر كيتا" في 22 مارس الماضي إلى الجزائر ولقائه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وتركز الحديث بينهما حول مسار السلام شمال مالي الذي ترعاه الجزائر، وتأكيد "كايتا" على أهمية الوثيقة الموقع عليها بالأحرف الأولى في الأول من مارس بالنسبة لأمن واستقرار شمال مالي وتفاؤله بقبول الرافضين لتوقيعها عندما قال: "نحن جدا متفائلون فيما يخص إخواننا الذين لم يفهموا بعد الأهمية التي يكتسيها بالنسبة لنا جميعا قبول هذا الاتفاق المتوازن". وتتزامن عودة وفد "تنسيقية الحركات الأزوادية" إلى طاولة التفاوض في الجزائر مع تصريحات شديدة اللهجة صدرت قبل ايام فقط على لسان المنجي الحامدي الممثل الأممي في مالي باتجاه المتردّدين في التوقيع على "اتفاق الجزائر" عندما قال بصريح العبارة في ختام لقاء جمعه مع الوزير الأول المالي موديبوكايتا: "لا يمكننا إعطاء مهلة، ولكن لا يمكننا الانتظار إلى الأبد وأن على هؤلاء الالتحاق بالموقعين لأن الاتفاق هو نتيجة حل توافقي، وكل حل توافقي لا يمكنه أن يكون مثاليا". وينظر المتتبعون لمفاوضات العائدين إلى الجزائر بأنها "حاسمة" ويعتقد الخبير السياسي ساحل مخلوف استاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر في تصريح ل "الرياض" أمس بشأن مطلب هؤلاء منح الحكم الذاتي لأقاليم الشمال ( كيدال و غاو وتومبوكتو) الواقعة تحت سيطرتهم، أن الأهم الآن هو أن يشتغل المجتمعون على تكريس البعد الإيجابي لمسار الجزائر بالتركيز على العناصر البنائية الإيجابية التي من شأنها أن تكرس أكثر فرص نجاح المفاوضات والبحث أيضا عن السبل الكفيلة للوصول إلى المصالحة الوطنية وتحقيق الوحدة الترابية والسعي أيضا إلى إيجاد حلول للمعضلة التنموية التي تشهدها مالي بالأخص بمناطق الشمال والاستجابة للمطالب الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة المعبر عنها".