قبل أكثر من عشر سنوات كانت متابعتنا لمعرض الكتاب تأتي متأخرة جداً، وربما لم نكن نعلم ماذا يحدث، وماذا يجري وماذا كان يرتدي الوزير لحظة وصوله أو مغادرته، ولكن اليوم ومع إطلالة الوزير الشاب الدكتور عادل الطريفي تمكن المعرض من الانتقال لمواكبة كافة التقنية الحديثة من «سناب شات» إلى «تطبيق إلكتروني خاص يقوم ببث وقائع المعرض لحظة بلحظة». ونظراً لعدم تمكني من حضور حفل الافتتاح؛ حيث سقطت الأسماء سهواً هذا العام من قائمة الدعوات، واعتقد بعضهم أن ذلك يأتي لتغير اللجان وعدم الالتفات إلى الوراء، لذا وجدنا معظم الباحثين عن الكتاب قد ذهبوا على نفقتهم الخاصة بحثاً عن الجديد. وعودة إلى ملامح معرض 2016 للكتاب الدولي في الرياض، نجد أن المتغيرات واضحة على الشبكة العنكبوتية، وتحديداً على شبكة «تويتر» التي أصبحت تسابق وكالة الأنباء الرسمية «واس» في بث لقطات حية عبر قناة الـ«سناب شات»، وبشكل مباشر من لحظة وصول الوزير وجولته داخل أروقة المعرض وتوزيع الجوائز. وهذا ما يجعلنا ننظر إلى الجانب الممتلئ من الكأس، حيث أن الكاتب اليوم يقوم بتسويق كتابه عبر تلك التطبيقات الإلكترونية الحديثة، ونجد الكتبَ الشابة أكثر انتشاراً وأكثر رواجاً لحظة التوقيع، وذلك بسبب استخدام تلك الوسائل الحديثة في الترويج، ولم تعد كتب المفكرين العظام أو الكتب الأكثر أهمية هي الأكثر رواجاً، فالنصيب الأكبر لمن يملك سهولة التعامل مع الشبكة العنكبوتية وتحديداً «تويتر وسناب شات»، ونلاحظ بأن «تويتر» جعل الـ«فيسبوك» يتراجع مقابل نقل المعلومة، و«سناب شات» جعل الـ«يوتيوب» يصبح في آخر التقنيات الحديثة إذا أردنا المتابعة السريعة. بهذا نستطيع القول بأن هذه النقلة النوعية في المتابعة الفورية لمعرض الكتاب، التي تجاوزت المعارض العربية الأخرى، هي ضمن اهتمامات الطريفي في التعامل مع التقنية الحديثة وجعل المواطن السعودي حاضراً من موقعه كل وقائع احتفالات المعرض، وعليه فقط التوجه إلى الجناح المطلوب للحصول على نسخته من الكتاب الذي يريد. معرض الكتاب الدولي في الرياض يعتبر القبلة الأولى للناشر العربي من حيث الإقبال لدى القارئ السعودي وكذلك القوة الشرائية وأساليب التسويق التي أصبح يتبعها كثير من المحبين للكتاب. تعيش الرياض خلال العشرة الأيام القادمة عرسا ثقافيا بدأ مساء أمس الأربعاء ويستمر لمدة عشرة أيام، تحضره الشرائح الاجتماعية كافة، والمهتمة بالحصول على الكتاب أو الالتقاء بكاتب معين من خلال الأمسيات والفعاليات الثقافية التي تقام على هامش المعرض. ومن الخطوات الجميلة التي اتخذتها إدارة المعرض هذا العام، هو تكريم رجالات المسرح السعودي الذين قدموا كثيرا من جهدهم وعطائهم ما يزيد على 40 عاماً في الحراك المسرحي داخل المملكة، وفي كافة المناطق، إضافة إلى جوائز الوزارة التي أصبحت تقديرية للذين ساهموا في صناعة الثقافة على مدى العقود الماضية.