تعرَّض بيتي في حيِّ الفيصلية بجدَّة لمحاولة دخول فأر له، في عشيَّة أحد الأيَّام!. هو في الحقيقة لم يكن فأرًا، بل جُرْذًا عملاقًا، و»تِقْدَرُوا» تقولوا إنه في حجم أرنب مُكتنز، ومُربرب، وكان في محاولة دخوله للبيت مثل فأر الغيطان، في صعيد مصر الذي اُشْتُهِر بالدخول للبيوت، والخروج منها بمهارة وخُفيَّة متى، وكيف يشاء! وقال عنه أمير الشعراء أحمد شوقي: فَعَرفَ الغِيَاضَ والمُروجَا وأتْقَنَ الدُخولَ والخُروجا بَيْد أنني أشكر سائقي البنغلاديشي، الذي تصدَّى له بشجاعة، وضربه بعصا المكنسة «تسعطعشر» مرَّة على ناصيته الماكرة؛ حتى ترنّح يُمنةً ويُسرةً، ثمَّ.. خمد، ومات!. المهم، أنّني مع «فجْعة» مشاهدة الفأر، ومعركة قتله، أسَّسْتُ وكالة استخبارات في الحيِّ، جواسيسها هم سائقو وأطفال الحيِّ، لمعرفة من أين أتى هذا الضيف الثقيل؟ وأين يكمن؟ وكيف يتنقّل؟ وكلّهم رفعوا إليَّ تقريرًا يُفيد بأنّ الفأر الغابر ليس الوحيد، وأنّ هناك مئاتٍ غيره قد أتوا من بيّارات ومناهل المجاري، ويكمنون في جحور تحت الأرصفة المُتكسّرة والمترهّلة، أو تحت جوانب قواعد محطات التوزيع الكهربائية المُهمَلة التي تنتشر في الأحياء، أو بين مُخلَّفات الإنشاء والبناء الكثيرة، ويتنقّلون بين جحورهم، وبين حاويات النفايات المليئة، وحتمًا قد ملُّوا من فضلات الحاويات، وقرّروا تجربة غيرها في البيوت، فما أشقى من اختاروا بيته من دون البيوت، ما أشقاه!. أمّا أنا فأرفع تقريرًا لمن يهمّه الأمر أنه لولا قصور شركة المياه، وشركة الكهرباء، والأمانة في صيانة منشآتها، وتحسين أعمالها لما صارت شوارع جدّة غِياضًا ومُروجًا لفئران الغيطان، ولما أتقنوا الدخولَ للبيوت والخُروجَا، واللهَ أسألُ حلّاً لذلك وانفراجًا!. @T_algashgari algashgari@gmail.com