×
محافظة المنطقة الشرقية

وفيات وإصابات في حادثين منفصلتين علي طريق «الدمام – الرياض»

صورة الخبر

الدوحة - قنا: استضاف المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية سعادة السيد ميجيل أنجيل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا الأسبق (2004-2010) ليكون المتحدث الرئيسي في ندوة موضوعها "السياسة الإسبانية في الشرق الأوسط"، وذلك بحضور عدد كبير من الدبلوماسيين وموظفي الوزارة حيث أشاد بالدور الدبلوماسي الناجح على كافة الأصعدة. وبدأ الضيف حديثه ملمحاً إلى أن الموضوع جزء من حياته المهنية، حيث صاحبه على مدى عقود منذ انضمامه إلى وزارة الخارجية الإسبانية، فضلاً عن كونه المسؤول الأول عن تلك السياسة خلال المدة التي تولى فيها قيادة سياسة بلاده الخارجية. وأضاف موراتينوس أنه إذا كان له أي امتياز في تلك الفترة، فإنه يراه في شرف مشاركته في عملية السلام في الشرق الأوسط وتمثيله للاتحاد الأوروبي. ولاحظ أن العنصرين الأساسيين اللذين يتوجب على أي دبلوماسي أخذهما في الاعتبار لدى الحديث عن موضوع كهذا، هما التاريخ والجغرافيا. فهما اللذان أعطيا إسبانيا دورها المميز تجاه العالم العربي. وذكر أن معالم الحضارة العربية الإسلامية في جنوب إسبانيا لا تزال شاهدة على عصر يعتبره ذهبياً، لأنه كان يمثل مزيجاً رائعاً ومجالاً لتلاقح الأفكار والتبادل الثقافي والحوار السلمي بين المسيحيين واليهود والعرب المسلمين، لقد كان في ذلك التعايش إثراء للعقل والروح لأنه كان يقوم على قبول الآخر واحترام الأديان والمعتقدات والتقاليد. وهي حقبة يعتبرها نموذجية، مضيفاً: "ذلك التعايش هو ما ينبغي أن يكون عليه وضعنا الحالي". وانتقل السيد موراتينوس بعد ذلك للحديث عن وضع إسبانيا في القرن العشرين، فذكر أنها كانت معزولة بعد الحرب العالمية الثانية، بسبب النظام السلطوي الذي كان يقوده الجنرال فرانكو. أما السياسة الخارجية، في ذلك العهد، فقد كانت تعاني من الرفض الأوروبي. وبالتالي، اتجهت إسبانيا لبناء علاقات يصفها بالتقليدية مع الدول العربية. وكانت تلك هي الطريقة الوحيدة التي وجدتها إسبانيا لتنجو من العزلة التامة. وأضاف قائلاً " وما أن انتهى عهد فرانكو، حتى دخلت إسبانيا مرحلة الديمقراطية مع الملك خوان كارلوس ثم الملك الحالي فيليب الثاني. وكان لخوان كارلوس هدفاً أولوياً تمثل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت نفسه بدأت إسبانيا تنشط أكثر باتجاه العرب. ولكن كانت هناك صعوبات تمثلت بالخصوص في الشرطين اللذين اشترطهما الاتحاد الأوروبي لقبول عضوية إسبانيا. وكان أولهما هو: الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكان الثاني هو: الاعتراف بإسرائيل.. مشيراً إلى أن إسبانيا كانت إلى ذلك الوقت الدولة الأوروبية الوحيدة التي لم تعترف بإسرائيل. وقال "كان الأمر محرجاً جداً للحكومة، التي وقعت بين ضغوط اللوبي الصهيوني ورغبتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وعندما قررت الحكومة الاعتراف بإسرائيل، كان من الطبيعي أن يغضب العرب. ولكن كان الرأي السائد آنذاك هو أن الوضع الجديد لإسبانيا من داخل المنظومة الأوروبية سيسمح لها بلعب دور أكثر فعالية باتجاه إيجاد حل للقضية الفلسطينية. ووضعت من أجل ذلك خطة سرية، وكانت التعليمات التي صدرت للدبلوماسيين الإسبان تؤكد على ضرورة الاتصال بالسفارات العربية وطمأنة العرب وإقناعهم بأن العلاقات الجديدة مع إسرائيل ستكون مفيدة لهم". ورأى أن ذلك الخيار كان في النهاية ناجحاً، وقال إنه مكَّن إسبانيا فعلاً من لعب ذلك الدور الدبلوماسي، واختيرت مدريد لتستضيف أول مؤتمر دولي للسلام بين العرب وإسرائيل في أكتوبر 1991 لأنها تحظى بثقة المصريين والسوريين والفلسطينيين والأردنيين وشمال أفريقيا.