أكد اقتصاديون على أن المنتديات الاقتصادية تعد خطوة مهمة نحو توسيع آفاق التعاون الاقتصادي وتبادل المعارف والخبرات في مختلف الأصعدة بين بيئة الأعمال سعودية وبيئات الأعمال للدول الأخرى. وطالب المختصون خلال حديثهم لـاليوم مساهمة المنتديات الاقتصادية في تحقيق ما تطمح إليه حكومتنا الرشيدة من تطور خلال برنامج التحول الوطني الذي تبنته الدولة مؤخرا. دور المملكة العالمي أوضح أستاذ الاقتصاد في جامعة الفيصل الدكتور عبدالباري النويهي أن المنتديات الاقتصادية بوضعها الحالي وبالرغم من العديد من الفوائد التي تعود على المملكة من الاستمرار في استضافتها -ومن أهم هذه الفوائد التأكيد على أهمية دور المملكة في الاقتصاد العالمي كعضو فاعل في مجموعة العشرين- إلا أنه وللأسف الشديد هناك بعض السلبيات التي تعاني منها المنتديات، ومن أهمها التركيز على استقطاب الباحثين العالميين وإن كان ذلك شيئا جيدا بحد ذاته إلا أن هؤلاء الباحثين غير ملمين بشكل كاف بالاقتصاد السعودي الأمر الذي ينعكس سلبياً على الأبحاث التي يقدمونها. ويتابع النويهي قائلا: كما أن من السلبيات عدم الأخذ بالتوصيات التي تقدم في هذه المنتديات أو على الأقل بتلك الأهمية، والتي يمكن أن تنعكس إيجاباً على الاقتصاد السعودي. ويضيف: للتغلب على مثل هذه السلبيات فإنه من الممكن تنظيم نوعين من المنتديات، دولي لتحقيق هدف ترسيخ دور المملكة الاقتصادي على المستوى العالمي، مع تنظيم آخر محلي للتركيز على ما يحتاجه الاقتصاد السعودي حالياً ومستقبلاً. وفيما يتعلق بمدى مساهمة مثل هذه المنتديات فيما تطمح إليه حكومتنا الرشيدة من خلال برنامج التحول الوطني الذي تبنته الدولة مؤخرا، أكد النويهي أن من الضروري أن تتبنى المنتديات الاقتصادية المجالات التي يتبناها برنامج التحول الوطني لتحقيق أفضل العوائد للاقتصاد السعودي. وأبان النويهي أن أهم المجالات التي يجب التركيز عليها خلال المنتديات الاقتصادية بهدف تنويع الاقتصاد والخروج من عباءة الاقتصاد الريعي ما يلي: مجال السياحة والسياحة الدينية، الاستفادة من وجود الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة بالإضافة إلى العديد من الأماكن الأثرية والتي لها علاقة وطيدة بتاريخنا الإسلامي وتراثنا الوطني، فيمكننا الاستفادة من ذلك من خلال السياحة وصناعتها بشكل عام والسياحة الدينية بشكل خاص، حيث إن مثل هذا التوجه والذي بدأته حكومتنا الرشيدة سيحقق بإذن الله قيمة مضافة إلى اقتصادنا بصورة مباشرة من خلال العوائد المباشرة المتمثّلة في زيادة الدخل الكلي بما يدفع من قبل الضيوف والزائرين كما انه يمثل رافدا مساعدا لزيادة الوظائف المباشرة أو غير المباشرة في المجالات ذات العلاقة بالجانب السياحي. ولعل برنامج العمرة الممتدة الذي من المنتظر تطبيقه قريبا سيحقق الكثير من الطموحات في هذا الشأن. إضافة الى مجال التصنيع وهو من المجالات التي من المفترض اللجوء إليها، فيجب على هذه المنتديات أن تتبنى إستراتيجية واضحة للتصنيع تضع في الاعتبار الاستفادة مما يتوافر لدينا من موارد أولية سواءً كانت طبيعية أو مصنعة أوليا، ويجب أن يوضع في الاعتبار عند وضع وتنفيذ هذه الإستراتيجية أن يكون من أهم أهدافها زيادة الصادرات وتخفيض الواردات مما يؤدي إلى زيادة الناتج القومي الإجمالي وزيادة متوسط دخل الفرد في المجتمع. وكذلك الاستفادة من مجالي التعليم والصحة، حيث يمكن العمل على تطويرهما بحيث يصبحان بيئية جاذبة للاستثمارات الوطنية والأجنبية، بحيث تصبح هذه البيئة مصدر دخل على الدولة بدلاً من كونها عنصر تكلفة حالياً. ومجال سوق المال من المجالات التي من الممكن الاستفادة منها في جذب رؤوس الأموال الأجنبية وتشجيعها على الاستثمار في المجالات التي تحقق هدف التنويع الاقتصادي مع ضرورة العمل على الاستمرار في تحسين بيئة الاستثمار بشكل عام. خطط التحول الوطني فيما أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حبيب الله تركستاني أن المنتديات الاقتصادية تعد خطوة مهمة نحو توسيع آفاق التعاون الاقتصادي وتبادل المعارف والخبرات في مختلف الأصعدة بين بيئة الأعمال سعودية وبيئات الأعمال للدول الأخرى بما ينعكس بالإيجاب على النشاط الاقتصادي المحلي والمنفعة المتبادلة ويعزز التعاون والتبادل في المجالات الاقتصادية والتجارية بين المملكة وغيرها من الدول. وأوضح تركستاني أن الحاجة لتفعيل المنتديات تتجسد عبر عدة محاور أساسية يتقدمها تبني برنامج التحول الوطني والمجالات التي من شأنها تحقيق هذا التحول، منها سبل تنمية الواقع الزراعي والمشاكل التي تحد من تطويره والصناعة وسبل إصلاحها، بالإضافة إلى الحد من البطالة علاوة على تطوير قطاع السياحة وسبل الاستثمار الأمثل بها، إضافة إلى أهمية الخروج بتوصيات اقتصادية مهمة وواعدة تخدم خطط التحول الوطني التي تسعى حكومتنا الرشيدة لتحقيقها ويقلل من فجوة الخيارات الاقتصادية من خلال تلك الأطروحات والتي يتوجب أن تأخذ المصلحة الوطنية كمعيار أساسي لبنائها. وأشار إلى واقع المنتديات الاقتصادية في المملكة قائلا: إن النظر في حال المنتديات الاقتصادية في المملكة يستطيع مشاهدة توغل النخبوية من حيث الاهتمام بالأسماء المشاركة فيها، ما يجعل قدرة تلك المنتديات على استيعاب كل القضايا الهامة التي تهم الوطن بأكمله أقل مما لو كانت أكثر انفتاحاً وتركيزاً على الجانب العلمي للمنتديات من حيث دراسة المشكلات الاقتصادية وطرح التوصيات والحلول لمعالجة تلك المشكلات ومتابعة تطبيقها بشكل صحيح. وتمنى تركستاني أن تكون المنتديات الاقتصادية أكثر شمولية واتساعا، وأن يكون للأجهزة الحكومية خاصة وزارة الاقتصاد والتخطيط اهتمام بمتابعة ودراسة نتائج وتوصيات المنتديات الاقتصادية واللقاءات العلمية الأخرى والندوات والمؤتمرات في الجامعات ومراكز البحث.