الكتابة (بيد واحدة) عبر لوحة المفاتيح وبطريقة غير مُستعجلة، يُعد ( أفضل ) من الكتابة السريعة (بكلتا اليدين)، هذا مانشرته الديلي ميل - أمس الأول - نقلاً عن دراسة بريطانية توصلت لنتائج مُذهلة، تؤكد أن الموظفين الذين كتبوا إيميلات أو رسائل لرؤسائهم (بيد واحدة) كانت أكثر تأثيراً وتحقيقاً للأهداف المرّجوة. المسألة لها علاقة باستجابة أصابع (اليد الواحدة) للتفكير في اختيار كلمات (مُناسبة ومُؤثرة)، بفضل إعطاء فرصة (لتحليل النص) وتجويد عباراته، التباطؤ المطلوب يُسهل النص عكس (الطلاقة الطباعية) التي تعني النسخ وليس بالضرورة (التحرير) وهنا يكمن الفرق؟. العلماء يؤكدون أن العبارات هي نتاج تفاعل بين الأفكار والأدوات التحريرية، مُجمل الدراسات السابقة تُحذر من التباطؤ الكبير في الكتابة، وتعتبره مُعيقاً لسلاسة الأفكار، وهذا لا يتنافى مع أهمية الكتابة (ببطء متوازن) يُعطي فرصة لختيار عبارات صائبة، تحقق المعنى المقصود، وتضمن تسلسل (الأفكار المُنظمة)، الدراسة شملت أيضاً تأثير (أوقات الكتابة) على المزاج النصي، فالخطابات التي يتم تحريرها ( مُنتصف الليل ) عندما يؤثر الحرمان من النوم على ( حركة الطباعة ) تبدو شبيه للخطابات التي يحررها من يعانون من مُعيقات الحركة من المُصابين بمرض (الباركنسون) أو الرعاش. أفضل وقت (للكتابة الإبداعية) هو الوقت الذي نكره، لأنك حينها ستفكر خارج الصندوق، الأمر له علاقة (بساعتك البيولوجية) وهي تختلف من شخص لآخر، إلا أن ثمّة (أوقات إبداعية) يشترك فيها أكثرنا، تتمثل في اللحظات الأولى بعد الاستيقاظ من النوم، وهو الوقت المُفضل (للإبداع). شروط الكتابة الصحيحة تتمثل في الإيجابية والوضوح، وتنظيم الأفكار، وتحديد النهايات مُسبقاً، ومعرفة أن عبارات (النص) هي من تحدد مصيره، في معظم خطاباتنا تضيع الفكره وتتعرض للتشويش والتشعُب. تذكر أن أكثر الأخطاء شيوعاً أن تترك الكتابة لتقودك (للنهاية)، بينما المطلوب أن تكتب لتحقيق النهاية المرجوة بعد تحديدها، لذا من الأفضل الاسترخاء قليلاً بعد الانتهاء، ثم مُراجعة ما تم كتابته. وعلى دروب الخير نلتقي.