أكدت الإعلامية اللبنانية سنا نصر أن على المرأة فرض احترامها على الصعيد الشخصي، وأن تسعى باستمرار لتغذية عقلها وتثقيف نفسها بالقراءة والاطلاع. وقالت في لقاء مع "الأيام" إن استقلال المرأة بذاتها ضرورة لتتمكن من مواجهة ظروف الحياة، مشيرة إلى دور الإعلام العربي السلبي في تكريس صورة نمطية سلبية للمرأة، وفيما يلي نص اللقاء: ] كإعلامية، كيف تصفين دور الإعلام تجاه المرأة؟ بشكل من الإشكال الإعلام يؤذي المرأة من خلال الرسائل المبطنة التي يرسلها باقتصار تقديم المرأة للبرامج ذات الطابع الترفيهي كتلك المقدمة للأطفال والفنية والمتعلقة بالسياحة وغيرها من الجوانب "الخفيفة"، وفي المقابل يتولى الرجل تقديم البرامج المهمة وإجراء المقابلات السياسية ومع الشخصيات البارزة بالدول ومناقشة القضايا الاجتماعية الأكثر عمقا. ] ماذا بالنسبة للمسلسلات الدرامية؟ للأسف، تؤدي أيضا دورا سلبيا من خلال تصوير وحصر اهتمام المرأة بشكلها الخارجي فقط، ومنحها أدوارا دونية "استصغارا" لها، الأمر الذي ينعكس على المشاهدين ويكرس لفكرة أن المرأة أقل معرفة وذكاء من الرجل. ] ما رسالتك للمرأة في يومها العالمي؟ على المرأة أن تفرض احترامها على الصعيد الشخصي، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا باعتمادها المطلق على نفسها، الحياة تخبئ الكثير، وحين تكون المرأة قوية يكون بإمكانها مواجهة أي تحدي قد تواجهه أو تقع فيه. ] ما رأيك بمقولة "المرأة عدوة للمرأة"؟ أحيانا تكون المرأة عدوة نفسها حين تشغل نفسها بأمور تافهة وسطحية، وتسيطر عليها الغيرة، مما ينعكس على تصرفاتها وحياتها، لذا نحن نؤكد على أهمية تثقيف النفس، وأن تغذي المرأة عقلها بالقراءة والاطلاع. ] هل ينعكس ذلك أيضا على علاقتها بالرجل؟ بطبيعة الحال، لا تحصل المرأة على حقها كاملا في المجتمعات الذكورية من جميع النواحي سواء كانت زوجة أو أم أو ابنة فضلا عما يتعلق بالحياة الاجتماعية والمهنية، لذا تشعر دائما أنها مغبونة، وعودا على السؤال قد تقوم النساء غالبا بلوم الرجل ومعاتبته، إلا أنها هي الملامة بالدرجة الأولى. على مستوى المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية، ما معوقات تطور المرأة العربية في هذه الجوانب؟ المشكلة تكمن في أن المرأة لا تقوم باتخاذ مبادرات فعلية، وعليها المشاركة في صناعة القرار بشكل جاد، وخوض المعارك الانتخابية لتتمكن من أن تصل للمجالس التشريعية. يرى البعض أن فسيولوجية المرأة والمراحل التي تمر بها في حياتها عائق دون وصولها لبعض المناصب، ما رأيك بذلك؟ شخصيا، أرفض أن تكون المرأة "كسلانة"، يجب ألا يكون الحمل والولادة "شماعة" للكسل، هناك قوانين وتشريعات تنظم عمل المرأة وخصوصية المراحل التي تحدثت عنها في جميع الدول، ومن الطبيعي أن تكون المرأة "كثيرة الأعذار" خيار سيئ في التوظيف بالنسبة لأرباب العمل في جميع المهن. ] بشكل عام، هل هناك ثقة بمنحها تلك المناصب؟ ليست الأولوية بالنسبة لنا وجود وجه نسائي في تشكيلة الحكومة أو المجالس التشريعية، بل نحن بحاجة لتغيير ثقافة مجتمع يهمش المرأة باستخدام كافة الأدوات وخاصة القوانين والتشريعات، نحن لا نريد أن تأخذ المرأة دور الرجل، لكن يجب أن تمارس دورها بالكامل، وأن تمثل نصف المجتمع فعليا لا نظريا. ] بالحديث عن الأولويات، كيف يمكن للمرأة أن توفق بين التزاماتها الاجتماعية والمهنية؟ من الصعب أن تكون المرأة أما مثالية وزوجة رائعة، وموظفة مجتهدة وناشطة في المجتمع المدني، وأن تخصص وقتا لتثقيف نفسها، بالتالي يجب تحديد الأولويات حسب كل مرحلة، وأرى أن المرأة، عليها أن تؤجل بعض المشاريع، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكنها تأجيل إنجاب الأبناء حين تكون موظفة جديدة وفي مرحلة تأسيس قاعدة مهنية. المصدر: سارة نجيب