عندما ستنطلق هذا العام بطولة كرة القدم الأوليمبية للرجال في ريو دي جانيرو، سيكون حلم الجماهير النيجيرية المتحمسة هو تكرار الإنجاز العظيم الذي حققه "فريق الأحلام" الأصلي. قبل 20 سنة، فجّر فريق نيجيري موهوب المفاجأة أمام الأرجنتين (3-2) في نهائي أتالانتا 1996 بحضور 90 ألف مشجع، ليصبح أول بلد أفريقي يفوز بالميدالية الذهبية. ولعب إيمانويل امونيكي، الذي دخل كبديل في الدقيقة 72، دوراً حاسماً في تحقيق ذلك الإنجاز. بالنسبة لمهاجم سبورتينج لشبونة آنذاك، كانت تلك واحدة من اللحظات التي غيّرت حياته. حيث تذكر أمونيكي لموقع FIFA.com قائلاً "قبل الذهاب إلى دورة الألعاب الأولمبية، كنت قد توصلت إلى اتفاق مع برشلونة، لكنني كنت أعاني كثيراً بسبب الإصابات، وهذا ما أثار بعض الشكوك حول قدراتي. ولكن بعد الألعاب الأولمبية، جدّد برشلونة اهتمامه مرّة أخرى وفي النهاية انتقلت إلى هناك. ما فعلته في أتالانتا أظهر للناس أنني لاعب جيد ويمكن أن يُعوّل عليّ." ذكريات ذهبية على الرغم من أنهم كانوا قد تركوا بصمتهم في كأس العالم 1994 FIFA، الذي نظمته أيضاً الولايات المتحدة، لا أحد كان يراهن على الأفارقة الذين أوقعتهم القرعة في مجموعة صعبة للغاية إلى جانب البرازيل، المرشح الأقوى بين المنتخبات الـ16 المشاركة. بفضل انتصارين على اليابان والمجر تأهلوا إلى مرحلة خروج المغلوب على الرغم من الهزيمة 1-0 أمام البرازيل. في الدور ربع النهائي، هزموا المكسيك (2-0). وبفضل هدفي جاي جاي أوكوشا وسيليستين بابايارو ثأروا من الهزيمة أمام البرازيل في الدور نصف النهائي، وهي المواجهة التي ما زالت محفورة في الذاكرة الجماعية. قبل 12 دقيقة من نهاية المباراة، كان ممثل أمريكا الجنوبية متقدّماً بنتيجة 3-1 وكان يقترب أكثر من الميدالية الذهبية التي لا تزال إلى حدّ الآن غائبة عن خزانه الحافلة بالألقاب. قلّص فيكتور إيكبيبا الفارق في الدقيقة 78 قبل أن يُعادل نوانكو كانو النتيجة في الدقيقة 90. ومباشرة بعد بداية الوقت الإضافي سجّل المهاجم النحيف الهدف الذهبي والثالث لنيجيريا في ربع ساعة. وتذكر أمونيكي ذلك قائلاً "عشية هذا الحدث، كنا مقتنعين أنه إذا بذلنا قصارى جهدنا يمكننا تحقيق إنجاز كبير لنا ولبلدنا. لا يجب أن ننسى أن بعض اللاعبين كانوا قد شاركوا في كأس العالم للكبار عام 1994. ولكن فوزنا على البرازيل منحنا ثقة أكبر لأنها كانت مباراة مثيرة للغاية. لقد كنّا على شفير الإقصاء، ولكننا قاتلنا وحققنا هدفنا." جلس أمونيكي، الذي كان قد أصبح أسطورة كرة القدم النيجيرية بعد تسجيله هدفين في مرمى زامبيا (2-1) في نهائي كأس أفريقيا 1994، على مقاعد البدلاء في المواجهة الكبيرة على الذهب. وذلك على الرغم من أنه لعب أساسياً في جميع المباريات التي كان قد خاضها منتخبه في أتالانتا. ولكنه عندما دخل الملعب في الدقائق الأخيرة لعب دوراً حاسماً وسجّل هدف الفوز في اللحظات الأخيرة. وبهذا الخصوص، تذكر قائلاً "قبل يومين من المباراة النهائية قال لي مدربنا جو بونفرير إن البعض يشتكي من أنني لست في أفضل أحوالي. ولكن خلال المباراة، نبّهني إلى أن أبقى على استعداد، ولحسن الحظ سجّلت الهدف الحاسم. شعرت بسعادة غامرة لأني دخلت وساعدت فريقي." توقعات واختلافات على الرغم من أن مسيرته الاحترافية شهدت تذبذبات كثيرة بسبب الإصابات، لا يزال أمونيكي يلعب دوراً رائداً في كرة القدم النيجيرية، وهو الآن يدرّب منتخب تحت 17 سنة. ويبدو واثقاً من أن "فريق الأحلام السادس" سيحقق نتائج جيدة في ريو: "يجب أن نكون واقعيين بشأن حظوظنا. لن يكون الأمر سهلاً، ولكن المدرب سامسون سياسيا لديه خبرة مهمة. حيث قاد نيجيريا للحصول على الميدالية الفضية في عام 2008، بالإضافة إلى احتلاله المركز الثاني في كأس العالم تحت 20 سنة 2005 FIFA." مع ذلك، يرى أمونيكي بعض الاختلافات الواضحة بين الفريق الحالي وفريق 1996. حيث أكد قائلاً "في عام 1996 كان لدينا مجموعة تملك خبرة كبيرة والعديد من اللاعبين الموهوبين، وكان معظمهم قد شارك في كأس العالم 1994 FIFA. ولكن هذا لا يعني أن فريقنا الحالي لا يملك الموهبة الكافية، وإنما أعتقد أن تحقيق الفوز في الوقت الراهن لا يعتمد فقط على عامل الموهبة، بل على كيفية تأقلم اللاعبين مع التغيرات وتقلبات المباريات طوال المشوار." ولكن أمونيكي، الذي قال لنا إن ميداليته الذهبية قد سُرقت من منزله في لاجوس قبل بضع سنوات، لا يفقد الأمل: "لماذا لن تستطيع نيجيريا تكرار إنجاز عام 1996؟ لقد كان إنجازاً رائعاً. نحن وضعنا الأسس وآخرون اتبعوا خطواتنا، وأعتقد أن المنتخب الحالي بإمكانه تكرار ذلك الإنجاز."