يسعى ريال مدريد الإسباني إلى مواصلة مشواره في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم التي يحمل الرقم القياسي في عدد الألقاب فيها (10) والوحيدة المتبقية أمامه لإنقاذ موسمه لتفادي الخروج خالي الوفاض للعام الثاني على التوالي، وذلك عندما يستضيف روما الإيطالي اليوم في إياب دور الستة عشر الذي سيشهد أيضا مواجهة بين فولفسبورغ الألماني وغنت البلجيكي. ويدخل الريال مباراة اليوم بأفضلية الفوز بهدفين نظيفين ذهابا في العاصمة روما، فيما تبدو حظوظ فولفسبورغ كبيرة أيضا بعد أن انتزع الفوز 3-2 في ملعب غنت. وودع النادي الملكي مسابقة كأس إسبانيا بخطأ إداري بسبب إشراكه مهاجمه الروسي دينيس تشيريشيف الموقوف لحصوله على 3 إنذارات في المباراة ضد قادش، كما أن حظوظه في المنافسة على لقب الدوري تلاشت جدا لتخلفه بفارق 12 نقطة عن برشلونة المتصدر وحامل اللقب، وبالتالي فإن مسابقة دوري أبطال أوروبا هي الورقة الأخيرة للنادي ومدربه الفرنسي زين الدين زيدان لإنقاذ الموسم. وعلق زيدان على مباراة اليوم قائلا: «إنه موعدنا الكبير، إنها مباراة مهمة جدا»، مشيرا إلى أن المسابقة القارية باتت أولوية النادي الملكي. وأصبحت المسابقة القارية أقصر طريق لريال مدريد نحو إنقاذ موسمه وتفادي الإذلال للموسم الثاني على التوالي، لأن المنافسة مفتوحة في دوري الأبطال، بحسب ما أكده «زيزو» نفسه بقوله إن النادي على بعد 6 مباريات من رفع كأس المسابقة على غرار باقي الفرق المنافسة. وأوضح زيدان: «جميع الفرق لها نفس الحظوظ، يجب أن نكون مستعدين لخوض المباريات وتقديم مستوى جيد والتأهل للأدوار النهائية». ويدخل النادي الملكي مباراة اليوم بأفضلية الفوز بهدفين نظيفين ذهابا في العاصمة روما، بيد أن زيدان شدد على صعوبة مهمة فريقه أمام الفريق الإيطالي الذي انتفض بقوة في الآونة الأخيرة بقيادة مدربه القديم الجديد لوتشيانو سباليتي وحقق 7 انتصارات متتالية في الدوري المحلي. كما أن روما سبق وفعلها أمام ريال مدريد على ملعب سانتياغو برنابيو عندما تغلب عليه 2 - 1 وأزاحه من الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا موسم 2007 - 2008 بقيادة سباليتي بالذات. وقال زيدان: «صحيح أننا سجلنا هدفين في مباراة الذهاب، ولكن مباراة أخرى ستنطلق على ملعبنا». ويخوض ريال مدريد المباراة في غياب مهاجمه الفرنسي كريم بنزيمة المصاب، بيد أن زيدان سيستعيد خدمات الويلزي غاريث بيل والكرواتي لوكا مودريتش والألماني طوني كروس. ويستطيع بيل، الذي سجل هدفا واحدا تقريبا كل مباراة في المتوسط هذا الموسم، مساعدة ريال على إرهاق دفاع روما باستمرار في ظل رغبة الفريق الإيطالي في تعويض خسارته 2 - صفر على أرضه منذ أسبوعين. وأصيب الجناح الويلزي بيل في ساقه أمام سبورتنغ خيخون في 17 يناير (كانون الثاني) الماضي وتعرض لانتكاسة خلال مرحلة التعافي الشهر الماضي لتتأخر عودته إلى الملاعب. ورغم ذلك فقد سجل بيل 11 هدفا خلال ثماني مباريات بالدوري الإسباني قبل هذه الإصابة وأظهر سريعا أن بوسعه مواصلة تألقه. وسجل بيل هدفا بعد 14 دقيقة من مشاركته كبديل يوم السبت الماضي وأصبح الآن رصيده 14 هدفا في 16 مباراة بالدوري. وقال بيل: «أنا سعيد جدا بعد عدة أسابيع صعبة، من الرائع الفوز بهذه الطريقة والعودة واللعب والتسجيل». ويعول زيدان على الخصوص على النجم الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو صاحب سوبر هاتريك في مرمى سلتا فيغو (7 - 1) السبت في الدوري المحلي. وتألق رونالدو بشكل لافت في المباراتين الأخيرتين للنادي الملكي بتسجيله 5 أهداف وصنعه هدفا واحدا، ومحا بالتالي خيبة الأمل والجدل الذي آثاره عقب الخسارة أمام أتلتيكو مدريد صفر - 1 في ديربي العاصمة قبل أسبوعين عندما انتقد أداء زملائه. وبدا رونالدو، 31 عاما، واثقا من قدرة فريقه على مواصلة مشواره في المسابقة، وقال: «إنها المسابقة التي نتطلع إلى لقبها، وليست صدفة أن ريال مدريد هو الفريق الذي أحرز لقبها مرات عدة.. لم نخسر أي شيء وسنواصل العمل على تحقيق نتائج جيدة في نهاية الموسم». ولا يأتي تفاؤل رونالدو من فراغ، ففي المرات السبع الأخيرة التي توج فيها النادي الملكي بلقب المسابقة، فشل في الفوز بلقب الدوري محليا. وستكون مباراة اليوم فرصة أمام رونالدو هداف المسابقة هذا الموسم (12 هدفا) وفي تاريخها (89 هدفا) للرد على الانتقادات المتكررة التي توجه إليه بخصوص عدم قدرته على انتشال فريقه في المواعيد الكبرى، لكن زيدان أبدى ثقته في نجمه بقوله: «لست قلقا من مستوى رونالدو الذي ينتظر هذا الموعد بفارغ الصبر.. إنه لاعب فريد من نوعه. إنه قادر على تسجيل سوبر هاتريك وهناك لاعبون قلائل بإمكانهم القيام بذلك ولذلك هو لاعب استثنائي». وسجل رونالدو 39 هدفا في 35 مباراة حتى الآن هذا الموسم، بينها 12 هدفا في 7 مباريات في دوري الأبطال، وبات قريبا من رقمه القياسي الذي سجله قبل عامين عندما نال النادي الملكي لقبه العاشر في المسابقة (17 هدفا). من جهته، يدخل روما المباراة بمعنويات عالية بعد انتفاضته القوية محليا التي حقق من خلالها 7 انتصارات متتالية آخرها على ضيفه فيورنتينا 4-1 الجمعة الماضي خولته انتزاع المركز الثالث منعشا آماله في حجز مقعد في المسابقة القارية الأم الموسم المقبل. واستفاد روما من تألق مهاجمه المصري محمد صلاح الذي سجل هدفين وصنع هدفا في المباراة أمام فيورنتينا بعدما خاض الموسم الماضي في صفوف المنافس على سبيل الإعارة. لكن المدرب سباليتي يشعر ببعض القلق بسبب إصابات لاعبيه في ظل غياب المدافع أنطونيو روديغر عن التشكيلة ووجود شكوك حول مشاركة راديا ناينغولان بسبب إصابة بالفخذ واستمرار ابتعاد لاعب الوسط دي روسي. لكن «ذئاب روما» سيضعون في أذهانهم من دون شك الخسارة المذلة التي منوا بها أمام الغريم التقليدي للنادي الملكي، برشلونة 1-6 في دور المجموعات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وفي المباراة الثانية يعول فولفسبورغ الألماني على عاملي الأرض والجمهور لتجديد فوزه على غنت البلجيكي وبلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه. وكان فولفسبورغ فاز 3 - 2 ذهابا في لاغانتواز، علما بأنه تقدم بثلاثية نظيفة قبل أن يرد الفريق البلجيكي بثنائية في الدقائق العشر الأخيرة. وتأهل فولفسبورغ إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخه بعد إقصائه مانشستر يونايتد الإنجليزي 3 - 2 في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتسبب في نقل الشياطين الحمر إلى البطولة الأقل أهمية «يوروبا ليغ». واستعاد فولفسبورغ توازنه في الآونة الأخيرة محليا بتحقيقه فوزين متتاليين مكناه من الارتقاء إلى المركز السابع والاقتراب أكثر من المنافسة على المقاعد الأوروبية، آخرها فوزه على بوروسيا مونشنغلادباخ 2 - 1 السبت. وقال كلاوس ألوفس المدير الرياضي لفولفسبورغ: «عند الفوز على فريق كبير مثل مونشنغلادباخ يكون من الطبيعي الشعور بالثقة. لقد عدنا بقوة إلى الأجواء». وبدا أن فولفسبورغ، وصيف بطل الموسم الماضي والفائز بكأس ألمانيا، تعافى من بدايته السيئة للموسم في الوقت المناسب وقبل خوض أهم مباراة في مشواره الأوروبي. وقال ألوفس: «ندرك أن المواجهة لا تزال مستمرة لكن إذا لعبنا بنفس مستوانا أمام مونشنغلادباخ فإننا سنتأهل للدور التالي». وأصيب يوليان دراكسر، الذي سجل أمام غنت ومونشنغلادباخ خلال الشوط الثاني لمباراة السبت لكن من المتوقع أن يكون جاهزا لمواجهة غنت. من جهته قال مدرب فولفسبورغ ديتر هيكينغ: «مباراة اليوم بوسعها على تضميد كل الجراح». ويسعى فولفسبورغ إلى استغلال فترة الفراغ التي يمر بها بطل الدوري البلجيكي الذي حقق فوزين فقط في مبارياته السبع الأخيرة في مختلف المسابقات، وهو تخلى عن الصدارة بسقوطه في فخ التعادل الإيجابي 1 - 1 أمام ضيفه أوه لوفن المتواضع وصاحب المركز الخامس عشر قبل الأخير ورغم طرد حارس مرمى الفريق المنافس. ولا يزال هين فانهايزبروك مدرب غنت ينتظر شفاء المهاجم لوران ديبواتر، الذي غاب عن مباراة الجمعة ومران السبت بسبب المرض. كما تحوم شكوك حول مشاركة المدافع الصربي ستيفان ميتروفيتش الذي غاب عن الملاعب لنحو أسبوعين بسبب إصابة بالقدم. ورغم ذلك يشعر الفريق البلجيكي بامتلاك فرصة التأهل والفوز في ألمانيا. وقال ماتز سيلس حارس غنت ردا على سؤال بشأن تفاؤله قبل مباراة الإياب: «عندما تأخرنا 3 - صفر (أمام فولفسبورغ) أعتقد الجميع أن مباراة الإياب ستكون بلا قيمة، لكننا سجلنا هدفين وعدنا إلى المنافسة. ينبغي علينا ألا نهاجم بضراوة في البداية لأنه سيكون من المميت أن يستقبل مرمانا هدفا. حتى لو تقدمنا 1 - صفر حتى الدقيقة 80 سيعاني فولفسبورغ لمدة عشر دقائق وحينها لا أحد يعرف إن كان بوسعنا استغلال الموقف».