** على رغم تمتع القنوات الفضائية الغربية بمقدار كبير من الحرية إلا أنها ظلت لمدة تقارب نصف قرن لا تجرؤ على إجراء مقابلات لشخصيات تنتمي إلى الجناح العسكري للجيش الإيرلندي الذي يرمز له عادة بـI.R.A ، وذلك على خلفية تصنيف هذا التيار ضمن المجموعات الإرهابية، ويذكر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في مذكراته الشخصية أنه عند بدء المفاوضات بين الأطراف المتنازعة في مقاطعة إيرلندا على خلفية دينية محضة لم يكن هناك رئيس وزراء بريطاني يجرؤ على مصافحة رموز الجيش الجمهوري من أمثال جيري آدمز Gerry - Adams ومارتين Mcguinness وظل الأمر كذلك حتى توقيع الاتفاق الذي حمل اسم الجمعة العظيمة في 10 إبريل 1998م والذي وضع حدًا للصراع الدموي في شمال إيرلندا. ** وينسحب سلوك تلك القنوات على الشخصيات التي تصنف على أنها تحمل عداءً للسامية، فلقد حظرت بريطانيا دخول الزعيم الإفريقي الأمريكي عمر فرخانة بذريعة أنه يسعى لبث الحقد والكراهية وكان ذلك في عام 1986م، وعندما سمح له بدخول بريطانيا في فترة لاحقة حذرت السلطات البريطانية وسائل الإعلام من إجراء مقابلات مع فرخانة.. بل قد يصاب المرء بالدهشة عندما يعلم أن مطبوعات الحزب الوطني البريطاني المتشدد وخصوصًا المجلة الصادرة عنه والتي تحمل اسم: nationlism - today عليها حظرٌ حتى لا تنشر الأفكار التي تحملها. هذا الأمر وسواه يحصل في المجتمعات الغربية ومما يؤسف له أن قنوات عربية فضائية دولية تتسابق لظهور شخصيات متهمة بالإرهاب أومتورطة فيه، فظهور أبومحمد الجولاني زعيم ما يعرف باسم جبهة النصرة والتي تمارس سلوكيات بعيدة كل البعد عن المفاهيم الإسلامية الصحيحة أثار استياءً بالغًا في الأوساط العربية ووضع علامات استفهام حول انسياق هذه القنوات وراء عواطفها وميولها الذاتية أكثر من الحرص الذي يفترض أن تبديه إزاء الدماء البريئة التي تسفك في بلاد العروبة والإسلام. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain