تبذل وزارة العمل جهدها من أجل توسيع دائرة فرص العمل للمرأة بدءا من سن الأنظمة وانتهاء بعقد الندوات، وذلك من أجل توفير البيئة الملائمة لعمل المرأة، ورغم ذلك فإن ذلك كله لا يمكن أن يوفر هذه البيئة المنشودة لعمل المرأة ما دام هناك من بيننا من لا يزال يرى في عمل المرأة إثما لا يغتفر وذنبا لا ينبغي الإقدام عليه، ولعل تلك العملية الممنهجة والتي تستهدف تشويه عمل المرأة و«شيطنة» أي فرص يمكن أن تتاح لها تقف وراء جهود وزارة العمل وإمعانها في تحديد الضوابط والشروط، إذ يبدو بعض من تلك الضوابط والشروط أكثر ملاءمة لتجنب نقد وسخط الذين ينقمون على وزارة العمل ما أتاحته للمرأة من فرص من ملاءمته لتوفير بيئة صالحة وملائمة لعمل المرأة. إن ما يمكن أن يوفر بيئة صالحة وملائمة لعمل المرأة لا يمكن تحقيقه بالضوابط ولا يمكن توفيره بالمحاضرات والندوات وإنما بمواجهة كل محاولة تستهدف تشويه عمل المرأة وتحاول الحط من قدراتها والطعن في إمكاناتها وتصويرها بمظهر الكائن الهش الذي يستسلم لأي إغراء ولا يستطيع مقاومة أي غواية وهو ما يمهدون به دعوتهم لحبس المرأة وراء جدران المنازل مهدرين بذلك حقها في العمل ومهدرين حق الوطن في الاستفادة من قدراتها وإمكاناتها. توفير بيئة صالحة وملائمة لعمل المرأة يعني توفير بيئة اجتماعية واعية لا تظهر فيها الأصوات التي تشوه عمل المرأة وإذا ظهرت فيها تلك الأصوات فإنها لا تؤثر فيها ولا تحتاج لأجلها أن تجتهد وزارة العمل في وضع الضوابط وتجديدها وتوسيعها حتى توشك أن تهدر فرص العمل المتاحة للمرأة.