بقلم : مصطفى إدريس • الاندفاع نحو وسائل تكنولوجيا الاتصالات والاستجابة الاجتماعية بكافة المستويات العمرية تدعونا إلى وقفة جادة ومتأملة ليس على مستوى الحاضر وإنما على المستقبل لدراسة التأثير الذي سينتج عن التطور العلمي المتسارع. • الوقفة تستدعي البدء بمجال التعليم العام والجامعي لوضع استراتيجية تستطلع واقع المستقبل بمنظور علمي وقد تبدأ المسألة بمناهج التعليم وفقا لنتائج الدراسات والتصورات الجديدة التي قد تضطرنا إلى وضع المناهج التي تدرس حاليا في متاحف التاريخ. وتمتد البرمجة إلى أقسام الجامعات بإدخال كليات تضع في اعتبارها جميع المتغيرات والمستجدات ولكي نفرغ هذه الأمنيات من النظرة المثالية علينا أن ننظر إلى ما هو قائم ومتاح في وزارتي التربية والتعليم العالي من استعدادات تضع في ألوياتها رصد ميزانيات للبحث العلمي وتكفل وضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية لإنتاج الكوادر البشرية المؤهلة والقادرة على العطاء والإنجاز والابتكار. • وإذا كانت الثروة النفطية هي سلاحنا اليوم فإن الثروة البشرية تشكل سلاح الغد، وإنتاج هذه الثروة يحتاج إلى نظرة عميقة وجادة تستشرف آفاق المستقبل واحتياجاته الحقيقية المبنية على أسس علمية لا تترك ثغرات تعرقل مراحل النمو والبناء. • لن نقارن أنفسنا بالدول الأوروبية المتقدمة ونقرب بالمقارنة بدول آسيوية لم تكن تمتلك موارد تماثل مواردنا النفطية مثل: اليابان وماليزيا وإندونيسيا. فهذه الدول وضعت الأبحاث العلمية على رأس أولوياتها في عمليات التنمية والبناء ويشكل العنصر البشري رافدا أساسيا في مشوارها التنموي.. وهذا العنصر لم يأت من فراغ بل مبني على استراتيجيات اعتمدت في خططها على الأبحاث العلمية المتقدمة التي رصدت لها أضخم الميزانيات وسخرت لها أفضل العقول. • فغياب الدراسات المسبقة يؤدي إلى التعثر في عمليات البناء رغم وفرة الثروة المادية. نقلا عن عكاظ