تعيش هذه البلاد المباركة بفضل المولى سبحانه وتعالى في هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نهضة تنموية واسعة.. وطفرة اقتصادية ملموسة.. حيث تحولت مختلف مدن البلاد إلى ورش عمل تشمل تنفيذ مشاريع تنموية ضخمة ومتعددة في شتى ميادين البناء.. تعكس معطيات خيـر وبـركة وتجسد واقعا مستقبليا يحمل في تضاعيفه منجزات حضارية كبيرة لصالح مستقبل هذه البلاد وأهلها الأوفياء في ظل قيادة رشيدة تقود حركة بناء ونماء تاريخية غير مسبوقة. ومدينة جدة التي غابت عنها المشاريع التنموية زهاء ربـع قـرن.. تشهد في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز انتفاضة حضارية واسعة.. أصبحت معها بالفعل ورشة عمل ضخمة وواسعة.. يجري العمل فيها على قدم وساق ليل نهار في سباق راكض مع الزمن. ولعل أبـرز المشاريع التنموية الكبرى التي تنفذ في جدة .. إلى جانب مشروع المطار الجديد : ــ مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية : التي تشيد على مساحة (3) ملايين متر مربـع.. وتضم استاد كرة قدم على مستوى عالمي يستوعب 60 ألف متفرج.. إضافة إلى صالة رياضية مغلقة للألعاب المختلفة ومرافق رياضية متعددة أخرى. ــ مركز الأمير سلطان الحضاري: الذي يقام على مساحة (2) مليون متر مربع، وتبلغ تكلفة إنشائه (6) مليارات ريال، ويضم مجمعا طبيا ضخما ومراكز طبية متخصصة، ومجمعا سكنيا يحتوي على فلل وشقق سكنية ومركز معارض دولي ومجمع تجاري وفنادق سياحية. ــ مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث: الذي يقام على مساحة (2) مليون متر مربع، بتكلفة تبلغ نحو (8) مليارات ريال، ويضم مستشفى رئيسيا ومجموعة من المراكز الطبية المتخصصة. ــ مشروع المجمع الإسكاني التابع لوزارة الإسكان.. ويقام على مساحة (2) مليون متر مربع.. ويضم ( 5142 ) وحدة سكنية.. ويشمل إنشاء مرافق حكومية وأخـرى للخدمات الاجتماعية المختلفة. • والآن وبعد أن أعطينا فكرة عن هذه المشاريع الأربعة الكبرى بهدف إيضاح حجمها وضخامتها.. وبالتالي حجم البشر الذين سيعملون بها والذين سيرتادونها. نتحدث عن موقع إقامة هذه المشاريع.. ذلك أن جميع هذه المشاريع الضخمة تقام في حيز مكاني واحد.. ألا وهو شمال موقع المطار الجديد. ولنا أن نتصور كيف سيكون وضع هذه المشاريع بعد استكمالها إلى جانب المطار الدولي الجديد.. فهذه المشاريع أيضا ملتصقة بالمطار الذي كنت أتمنى أن يكون موقعه هو أيضا شمال المدينة خارج المناطق السكنية وليس داخلها كما هو حال موقعه حاليا !!. وأقول صادقا إن التخطيط في اختيار موقع إنشاء هذه المشاريع الخمسة متلاصقة وفي مكان واحد سوف يشكل معضلة كبرى ويخلق اختناقات وتلبكات هائلة ومشكلات سير لا حصر لها. فنحن نتحدث عن كم هائل من البشر يسكنون في مساكن مشروع الإسكان.. وعشرات الآلاف يعملون في التخصصي ومركز الأمير سلطان ومدينة الملك عبدالله الرياضية.. وعشرات الآلاف يرتادون هذه الجهات.. كيف سيكون حال الطرقات.. وهل يبدو طريق المدينة وهو الشريان الرئيسي بخطوطه الثلاثة كافيا لاستيعاب هذا الواقع القادم ؟!.. حتى بوجود طريق الحرمين.. لن يكفي ــ بأي حال ــ لاستيعاب حركة مرورية بهذا الحجم الضخم.. مضاف إليها حركة القادمين والمغادرين من المطار الجديد. ومن هذا المنطلق فإنني أطالب المسؤولين المعنيين بسرعة إنقاذ الموقف... ونحمد الله سبحانه وتعالى أن لدينا أراضي شاسعة في الشمال يمكن الاستفادة منها في استيعاب مثل هذه المشاريع الضخمة.