قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن علاقات بلاده بـ إيران جيدة رغم الخلافات بشأن بعض القضايا، مؤكدا أن تطوير هذه العلاقات من شأنه أن يسهم في حل أزمات منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك، أثناء مؤتمر صحفي عقده داود أوغلو مع إسحاق جيهان غيري نائب الرئيس الإيراني عقب مباحثات جمعت بينهما اليوم خلال الزيارة التي يقوم بها المسؤول التركي لطهران، وتعد الأولى منذ توليه رئاسة الحكومة قبل عامين.وتشمل لاحقا لقاءات مع الرئيس الإيراني حسن روحانيومسؤولين آخرين. وأعرب داود أوغلو عن أمله في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، معتبرا أن لكل من تركيا وإيران دورا إستراتيجيا في إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط. " داود أوغلو: خطوات هامة يتم بحثهامع المسؤولين الإيرانيين حول كيفية صياغة مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية " كما أكد رئيس الوزراء التركي أهمية التاريخ والجغرافيا المشتركين بين البلدين رغم اختلاف وجهات النظر بشأن بعض القضايا، مشيرا إلى "خطوات هامة يتم بحثهامع المسؤولين الإيرانيين حول كيفية صياغة مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية". وأضاف داود أوغلو "إذا استفدنا من الإمكانيات الكبيرة في علاقاتنا الثنائية، فسيكون من السهل إيجاد أرضية مشتركة للحد من عدم الاستقرار والتهديدات الإرهابية واقتتال الأخوة في منطقتنا". تعاون اقتصادي من جهة أخرى، قال رئيس الحكومة التركية إن بلاده تسعى للاستفادة من إمكانيات وطاقات إيران بعد رفع العقوبات عنها بموجب الاتفاق النووي، مشيرا إلى اتفاقات ثنائية لتدعيم التعاون الاقتصادي بين البلدين. واعتبر داود أوغلو أن أنقرة وطهران تستطيعان تجاوز حجم التجارة الثنائية الذي كان مستهدفا من قبل، وهو ثلاثون مليار دولار سنويا. علما بأن حجمها بلغ نحو 22 مليارا عام 2012 ثم تراجع بشكل حاد إلى أقل من النصف العام الماضي مع تشديد العقوبات الدولية على طهران. وفي تعليقاته على تصريحات داود أوغلو، قال مدير مكتب الجزيرة عبد القادر فايز إن الزيارة تشهد كلاما صريحا في الاقتصاد وتلميحات في السياسة، مؤكدا أن البلدين يعولان على مرحلة ما بعد الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران، من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي بينهما. داود أوغلو تحدث عن مرحلة جديدة بعلاقات تركيا وإيران(الجزيرة) وتوقع المراسل أن تقدِم إيران على تخفيض سعر الغاز الذي تبيعه إلى تركيا بنسبة 13% على الأقل، خصوصا أن الأخيرة كسبت قضية نزاع تجاري مع إيران التي باتت مطالبة بدفع تعويض بنحو مليار دولار لرفعها سعر الغاز الذي تصدره لتركيا بشكل مفاجئ. أما في السياسة، فقد كان هناك تلميحات عديدة -وفق مدير مكتب الجزيرة- الذي تحدث عن هموم ربما تكون مشتركة بين البلدين بهذه المرحلة، لافتا إلى أن داود أوغلو ألمح لتعاون مشترك قد يمنع تدويلا أكثر للملف السوري، وهو ما يبدو أن يكون مقصودا به التعاون الأميركي الروسي الأخير بالملف السوري. يُذكر أن البلدين وقفا على طرفي نقيض فيما يتعلق بالملف السوري خلال السنوات القليلة الأخيرة، حيث تتمسك إيران ببقاء بشار الأسد في السلطة بل وأرسلت قوات تحارب إلى جانبه، بينما تصر تركيا على رحيله كشرط لحل سياسي.