المملكة دولة من أغنى دول العالم، وهي عضو في مجموعة العشرين، أقوى مجموعة اقتصادية في العالم، وشهدت طفرتين تدفقت فيهما الثروة عليها بشكل لم يتصوره خيال أجدادنا، ومع ذلك ليس فيها صرف صحي مكتمل في معظم مدنها، وهي حقيقة لا يمكن أن تقال عن دول فقيرة تحيط بنا، فما السبب في ذلك؟ ولنعد إلى البداية، فحين فتحت عينيّ على الحياة في مكة المكرمة قبل ثمانين عاماً كان هناك مشروع للصرف الصحي فيها كان اسم القائم به إبراهيم عويس باشا، ثمّ سلّم المشروع ولكن لم يتم البتة إيصال المنازل به وأهيل عليه التراب، وأبديت في ذلك أسباب مختلفة، ولكن مع مرور الأيام اتضح أنّ السبب هو الفساد، وبعد ذلك نفّذ مشروع للصرف الصحي في جدة، وسلّم للجهة المختصة ولكن اتضح أنّه لا وجود له إلاّ على الورق وحوكم بعض المسؤولين والمقاول وأدينوا، وتوقف الأمر عند ذلك، ويجري الآن منذ سنين تنفيذ مشروع للصرف الصحي في كامل منطقة مكة المكرمة، ولكنه لا ينبئ بأنه سينتهي في يوم من الأيام، وقد قرأت اليوم في إحدى الصحف أنّ الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمكة المكرمة دعت على لسان عضوها الدكتور محمد السهلي نزاهة، لفتح ملف تحقيق مع شركة المياه الوطنية بشأن مشاريع الصرف الصحي المتعثرة في أرجاء منطقة مكة المكرمة كافة، أي أنّ غاية القول: فتش عن الفساد.