قال السفير السعودي لدى موسكو، عبدالرحمن الراسي: إن الحوار السياسي والتشاور مع روسيا مستمر؛ على الرغم من اختلاف وجهتيْ نظر البلدين فيما يخص الوضع في سوريا ومناطق أخرى. وأشار "الراسي"، خلال حوار له مع موقع "لينتا" الروسي، إلى أن السلطات السعودية تُواصل الجهود لتعزيز التعاون مع روسيا؛ مذكّراً بزيارة وفد سعودي لموسكو في مجالات الاقتصاد والاستثمار والشؤون العسكرية. وحول التسوية في سوريا، قال "الراسي": إن بلاده دعت دائماً إلى السلام والعمل وفقاً للقانون الدولي، كما تشارك في المنظمات الدولية من أجل تسوية الوضع في سوريا؛ لكونها واحدة من أنشط اللاعبين في المنطقة. وأكد السفير السعودي، سعي السعودية للمساعدة في إيجاد سبل لحل الأزمة السورية على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي؛ مشيراً إلى ضرورة أخذ نتائج الأزمة السورية في الاعتبار التي أدت إلى مقتل نحو 500 ألف شخص ولجوء نحو 12 مليون سوري. ونفى "الراسي" أن تكون العلاقات الأمريكية السعودية، قد شهدت تراجعاً خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ مؤكداً أن العلاقات بين البلدين لها تاريخ طويل وذات طابع استراتيجي؛ مشيراً إلى استمرار تعزيز التعاون بين البلدين؛ على الرغم من بعض الأشياء التي قد تُلقي بظلالها على الحوار الثنائي. وأجاب السفير السعودي عما إذا كانت العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ستشهد تطوراً خلال فترة حُكم الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بأنه يكفي القول بأن الملك سلمان هنّأ الرئيس الأمريكي فور نجاحه في الانتخابات، وجدد التزام المملكة بتعزيز العلاقات الاستراتيجية التاريخية بين البلدين، والعمل من أجل خير الشرق الأوسط والعالم بأسره، وعلى الجانب الآخر أكّد ترامب عزمه على تطوير التعاون الثنائي بين البلدين. وعلق "الراسي"، على وعد "ترامب" خلال حملته الانتخابية بالاعتراف بالقدس كعاصمة موحدة لإسرائيل، بأن الموقف السعودي من قضية القدس واضح، وهو الاستناد إلى قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار 338 والقرار 242، اللذيْن يؤكدان مكانة القدس. كما أشار "الراسي" إلى مبادرة السلام العربية التي اقتُرحت عام 2002 خلال قمة الجامعة العربية في بيروت، وأُيدت هذه المبادرة في 2007 خلال مؤتمر الرياض، ووفقاً لهذه المبادرة يعترف المجتمع الدولي والدول العربية كافة بدولة إسرائيل اعترافاً كاملاً مقابل إعادة جميع الأراضي المحتلة منذ عام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية. وشدد السفير السعودي، على أن قضية محاربة السعودية للأفكار الإرهابية يتم تشويهها في وسائل الإعلام حتى الروسية، وأن السعودية تبذل جهوداً محلية ودولية لمحاربة الإرهاب، الذي لم تسلم السعودية ذاتها منه، وذكر "الراسي" أن الإرهاب استهدف مناطق داخل السعودية خلال العِقدين الماضيين أكثر من 100 مرة. وانتقد "الراسي" قانون جاستا الأمريكي؛ مشدداً على أنه يقوّض مبدأ حرمة القانون الدولي ومبدأ الحصانة السيادية؛ مشيراً إلى أن هذا القانون له تأثير سلبي على كافة مستويات التعاون الدولي والتجارة الدولية؛ إذا بدأت دول أخرى في اعتماد قوانين مماثلة.