أعلم بأنك تفكر الآن في المقصد من هذا العنوان وأنت تردد بينك وبين نفسك: «صداع نفسي! كيف تجي؟» لا تستعجل فأنت في بداية الطريق! لذا فكر معي قليلا بالأمر. حين تصاب بالصداع، فإنك لا شعوريا تضع يدك على رأسك، فالألم غالبا يتمحور في الجبهة أو في مؤخرة الرأس أو حتى بين العينين، وقد يزول ببساطة بعد تناول العقار المناسب أيا كانت الحالة. لكن إن حدث وأصبت بالصداع النفسي فإنك ستضع يدك على صدرك باتجاه القلب مباشرة مع أنك لا تعلم حقا أين يؤلمك! لكن أتعرف ماهي أسباب حدوث هذا النوع من الصداع وكيف يبدو؟ سأخبرك! الصداع النفسي هو نتاج مباشر لحالة التصحر العاطفي والاجتماعي التي قد تصيب العلاقات الإنسانية في مرحلة ما ولأسباب عدة، كأن يختار الشخص العيش في عالم مختلف عن واقعه، صنعه لنفسه واختار أفراده بمواصفات أحبها، ولطالما تمنى وجودها فيمن حوله من عائلته أو أصدقائه، لكن هذا العالم الذي اختلقه وهمي وكاذب، ومهما طالت مدة سعادته الوهمية تلك، فمصيرها الانكسار أمام الواقع! وحين يحدث ذلك يصاب بالصداع النفسي! تماما كالذي يعلق جل آماله على صديقه أو رفيق عمره أو قريبه. وفي غمرة احتياجه لوقفة دعم، لا يجد إلا ساقا ممتدة يتعثر بها في طريقه، بينما تتدخل يد غريبة في الوقت المناسب لتنتشله بحب! ومن هول الصدمة يصاب بالصداع النفسي! أو ذلك الزوج الذي يحرص على الاحتفاظ بزوجته التي أحبها ويكتم أي شيء حتى لا يكدر خاطرها، فيخفي عنها أذى والدها أو والدتها التي تعايره بفقره! فيصبح فريسة سهلة للصداع النفسي!. حين يصاب المرء بهذا الصداع، يتألم كثيرا رغم جهله لمكان الألم ولأسبابه، وقد يظنه عارضا يزول مع الوقت، لأنه لا يدرك بأن الضغوط النفسية التي تواجهه في حياته بحاجة إلى مقاومة وتفريغ بطرق صحيحة كالرياضة أو الكتابة أو «الفضفضة» أو غيرها! وبأن تجاهلها يؤدي إلى تفاقمها وخروجها عن السيطرة وبذلك تؤثر على صحته الجسدية ويصاب بالأمراض العضوية! لا تنسى عزيزي القارىء بأن كل ما خلقه الله من حولنا قيم وجميل، لكنك أثمن من كل ذلك! يقول د.مصطفى محمود «السعادة الحقة هي حالة عميقة من حالات السكينة، تقل فيها الحاجة إلى الكلام، وتنعدم الرغبة في الثرثرة. هي حالة رؤية داخلية مبهجة، وإحساس بالصلح مع النفس والدنيا والله، واقتناع عميق بالعدالة الكامنة في الوجود كله، وقبول لجميع الآلام في رضى وابتسام».