خلفت الأمطار التي شهدتها محافظة الطائف يوم أمس ثلاث وفيات وأصابت ٢٥ آخرين نتيجة حوادث مرورية خلال خمس ساعات، فيما أدت إلى إغلاق طريق الهدا والشفاء لوجود انهيارات صخرية شلت الحركة المرورية، فيما شهد طريق السيل انزلاقات لمركبات وشاحنات عملاقة كادت أن توقع كارثة، غير أن مرور الطائف تعامل مع الواقع باحترافية عالية من خلال خطة ساهمت في تقليل الاحتمالات والمخاوف، وحاصرت السيول المتدفقة المنازل واخترقت الأحياء وكشفت سوء تنفيذ مشاريع التصريف حيث فاضت الشوارع والميادين بالمياه. وأوضح لـ«عكاظ» الرائد علي المالكي الناطق الرسمي لمرور الطائف أنه فور هطول الأمطار تم نشر الدوريات المرورية ورجال المرور في كافة المواقع التي قد تشهد تجمعات مائية، أو قد ينجم عنها انزلاق للمركبات أثناء سيرها. ولفت إلى أنه تم منع دخول الشاحنات للمحافظة وعزلها في المداخل حتى توقف هطول الأمطار والتأكد من أنها لن تشكل أي خطورة، مشيرا إلى أنه تم إغلاق طريق الهدا نتيجة هطول الأمطار والضباب الكثيف وتساقط الصخور، كما كان هناك تساقط للصخور نتيجة الأمطار على طريق الشفا في منطقة وادي ذي غزال، فيما وقعت حوادث مرورية بسيطة اقتصرت خسائرها على التلفيات وتم التعامل معها من قبل فرق المرور المختصة. وبين المالكي أنه جرى التنسيق مع الأمانة لإرسال المعدات الخاصة بشفط المياه، ومع فرع وزارة النقل لإرسال معدات إزالة الصخور والمخلفات الناتجة عن الأمطار. وأشرف مدير مرور الطائف العميد حسن زويد القثامي يرافقه مساعده العميد فيصل الحارثي ميدانيا على وضع الحركة المرورية حيث تواجدا في كافة المواقع منذ ساعات الصباح الاولى. استنفار صحي «مدني» وكشف المتحدث الإعلامي لصحة الطائف سراج الحميدان عن استقبال مستشفيات الطائف ومراكزها خلال 5 ساعات من بدء هطول الأمطار، ثلاث وفيات و25 مصابا نتيجة حوادث مرورية بسبب الأمطار، مشيرا إلى أن إدارة الطوارئ والازمات استنفرت جهودها من أجل التنسيق لاستقبال الحالات ورفع الجاهزية في المستشفيات، وتحريك فرق ميدانية لمواجهة الوضع. وبين الحميدان أنه تم إبلاغ المستشفيات برفع الجاهزية وفقا لتقارير الأرصاد، كما تم وضع بعض المراكز الصحية على طريق الجنوب والسيل الكبير في حالة تأهب استعدادا لأي طارئ. وشاركت فرق الطواري في صحة الطائف بقيادة مدير الأزمات والطوارئ سعيد الزهراني بعدة فرق إسعافية لنقل وإسعاف مصابي الحوادث. من جهته، أوضح لـ«عكاظ» العقيد ناصر الشريف الناطق الرسمي للدفاع المدني بالطائف أن الأمطار كانت بين متوسطة وغزيرة على الشفاء ومنطقة السر، وشملت كافة نواحي المحافظة، وتم رفع الجاهزية للاستعدادات المبكرة تحسبا لأي طارئ بعد ورود تنبيهات الأرصاد. مشاريع التصريف.. لا جدوى وشهدت المحافظة أمس اختراقا آخر للسيول المتدفقة رغم إعلان أمانة الطائف الانتهاء من عدة مشاريع لتصريف السيول، حيث وصلت مياه الأمطار إلى أحياء قلب الطائف كالقيم والخالدية، ورصدت عدسة «عكاظ» ارتفاع منسوب المياه عن مستوى أرصفة الشوارع والميادين كدوار المئوية وطريق المؤتمرات الذي انتهت منه الأمانة العام الماضي وكلف عشرات الملايين، ولكنه لم يصمد كثيرا حيث امتلأت جوانبه بالمياه الراكدة التي فشلت نقاط التصريف في استيعابها. وطالب عدد من الأهالي بمحاسبة المقصرين بعد أن باتت تشكل الأمطار هاجس خوف وشعور بالقلق، فضلا عن الخسائر المترتبة عليها، موضحين أن طريق الهدا دائما يشهد انهيارات صخرية متكررة عند هطول أول رشة مطر رغم أنه افتتح قبل عدة أشهر بعد تنفيذ صيانة وتنظيف، غير أنه لم يفلح في منع تساقط الصخور، بخلاف طريق الهدا المخصص للشاحنات حيث شهد يوم أمس حوادث مرورية وانزلاقات لشاحنات، بينما حوصرت الأحياء السكنية بالمياه.