×
محافظة المنطقة الشرقية

اعتماد 543 مليون ريال لمشاريع الطرق والنقل في الباحة

صورة الخبر

في تصريحه مؤخراً للزميلة عكاظ في عددها الصادر بتاريخ الخميس غرة ربيع الأول من عام 1435 هـ؛ أعرب الدكتور صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن رفضه لاستخدام منابر المساجد من قبل الخطباء المسيسين. حيث ورد في ثنايا كلامه أن الوزارة ترصد وبشكل مستمر خطباء يتخذون المنابر للترويج لأمور سياسية، مشيراً إلى أن اللجان الشرعية تبادر إلى مناصحتهم، «فمن استجاب منهم وعرف المنهج الشرعي والتزم به فإنه يستمر، ومن لم يقتنع نقول له اجتهادك لنفسك ولا تصلح لأن تكون على المنبر». هذا التصريح من معاليه يعطينا مؤشراً عن بعض التفاعلات الفكرية السلبية التي تتوالد في منعطفات المجتمع السعودي. فهناك من رجالات الدين وبعض الدعاة وكذلك بعض من ممتهني الوعظ الديني قد تجاوزوا جملة الإشكالات الثقافية والاجتماعية التي يزخر بها الشارع السعودي التي كان من المفترض عليهم أن يقصروا عملهم الدعوي عليها، ليجعلوا من أنفسهم أبواقاً لبث أطروحات سياسية بعينها أو توجهات فئوية تخدم أصحاب الأجندات السوداء من الذين يتربصون بمجتمعنا الدوائر.. هؤلاء الخطباء المسيسون في تقديري لا ينطلقون من نية حسنة، إذ إن المفترض أن المواطن الجيد ينبغي أن يتقيد بالسياسة العامة لدولته سواء الداخلية منها أو الخارجية، ومثل هذا الأمر يسهم في تقوية الأرضية الصلبة التي تعد منطلقا لسياسات دولته وهي أيضا تأكيد على تحقق المواطَنة الحقة. كذلك فإن للسياسة رجالاتها ومن المسلم به لدى عديد من رجالات الدين ورموز الدعوة الإسلامية عبر التاريخ في عالمنا الإسلامي أن لا علاقة تربط بين الدين والسياسة. فالسياسة هي فن الممكن لا تسير -في الغالب بالتوازي- مع بعض الملمح الديني. فشيخ الأزهر الكبير والإمام الجليل؛ الشيخ محمد عبده قد قال منذ عقود إن السياسة تفسد الدين والدين يفسد السياسة. ونفس الأمر أكده الشيخ محمد متولي رحمة الله عليه في أكثر من مناسبة. فعديد منا يجهل أن للسياسة وجهين أحدهما ظاهري قد يعتقد غالبية العوام فهمه واستيعابه في حين أن بواطنه تخفى عن كل لبيب ولا يفطن لها إلا المتعاطون مع هذا الفن. فعلى سبيل المثال قد نجد، هناك من البشر العاديين من يتخذ مواقفه الرافضة لبعض سياسات بلده وفقا لتمظهراتها الخارجية التي قد لا تتوافق مع قناعاته الذاتية؛ في حين أنه في ذات الوقت يجهل الأمور التي تجري وراء الكواليس وتملي على صانع القرار اتخاذ مثل هذه المواقف. وتكون في الغالب ذات أبعاد خفية مرتبطة بمصالح البلاد وسياساتها على المدى البعيد وهو الأمر البعيد جداً عن نظر وفهم المواطن البسيط العادي الذي يسارع لاتخاذ مواقف سياسية مناهضة لتوجهات وطنه مما يؤدي بالتالي لخلق عديد من الإشكالات التي تلقى بظلالها السلبية على أمن واستقرار وطنه. إن هولاء الخطباء المسيسين الذين استبدلوا الوعظ الديني ومناقشة ومعالجة عديد من المشكلات الاجتماعية بتعاطي النهج السياسي؛ بارتقائهم منابرنا واتخاذها منطلقا لبث آرائهم السياسية الذاتية التي لا تتماهى في الغالب مع السائد؛ يتسببون بفعلتهم هذه في خلق بلبلة اجتماعية ويسهمون في خلق أزمات داخلية ويضعفون بالتالي اللُّحمة الوطنية. كما أنهم بنهجهم هذا يشكلون خطراً على كل ما هو جميل وتوافقي في مجتمعنا بشكل عام. إن هذا الأمر ليس بعيدا عن تلك الفترة التي وصفت حينذاك بمرحلة الصحوة، حيث تم استغلال منابرنا على حين غرة منا، في بث جملة من الأراء والأفكار السياسية المناهضة لنا والمعادية لواقعنا والمكفرة لأئمتنا ومواطنينا على حد سواء وكان من تداعياتها تشكيل جيل حمل في ذهنيته الخاصة بذرة الإرهاب مما جعلنا لاحقا نعاني من تلك الويلات. قرار معاليه برفض توظيف المنابر من قبل هولاء الخطباء المسيسين هو أمر يعزز استقرار بلدنا وحماية مجتمعنا الذي يتميز بوسطيته واعتداله في منهجه وآرائه كما يصب في صالح مواطنينا وحماية اللحمة الوطنية من كل حاقد ومتربص.