هل فكرت يوماً ما الذي سيحدث لعقلك إذا لم تنم لمدة أسبوع كامل؟ إذا خطر ببالك هذا السؤال فإليك الإجابة. الحرمان من النوم لأيام يدمر العقل والجسد تماماً ومن الممكن أيضاً أن يفضي إلى الموت! لذا استخدم أسلوب الحرمان من النوم كنوع من أنواع التعذيب وكوسيلة لاستجواب المشتبه بهم في قضايا الإرهاب بمعتقل غوانتانامو ومعسكرات الاعتقال السوفييتية. ووفق تقرير نشرته صحيفة هافينغتون بوست، فإنه بعد ليلة واحدة فقط من الحرمان من النوم تبدأ الوظائف المعرفية الأساسية بالمخ في الانهيار. حيث وجدت دراسة أجريت عام 2014 ونشرت نتائجها مجلة علم الأعصاب أن الحرمان من النوم لمدة 24 ساعة فقط من الممكن أن يؤدي إلى أعراض تشبه أعراض مرض انفصام الشخصية، وفقدان الإحساس بالزمن، بالإضافة إلى الحساسية من الألوان وضوء الشمس والنور بشكل عام. من جانبه أكد الدكتور ديفيد شناير أستاذ الأعصاب الإدراكي في جامعة تكساس للصحيفة أن الحرمان من النوم يؤثر في المقام الأول على مهارات التفكير العليا والتي تتطلب التخطيط وتخزين الأفكار في الذاكرة العاملة مثل إجراء عملية حسابية، ثم يتطور الأمر إلى الهلوسة وتخيل أمور غير موجودة بالفعل. وأضاف شناير أن الأحاسيس والعواطف أيضاً تتأثر بالحرمان من النوم، حيث ينتقل الشخص من البكاء فجأة إلى الضحك فجأة بشكل هستيري ودون أسباب. ولا يؤثر الحرمان من النوم على العقل فقط، بل يمتد أثره ليشمل الجسد كله، حيث يتسبب في مشاكل صحية كثيرة منها ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية والنوبات القلبية ومرض السكري. ويؤثر الحرمان من النوم لأيام على نظام الجسم بشكل عام، فهو يعطل كثيرا من المهام الحيوية في الجهاز المناعي، التي تنشط عادة عندما ينعم الجسد بالراحة، وهذا يؤدي إلى تكدس السموم في الدماغ والدم لأن الجسم عادة يتخلص منهما ليلاً أثناء النوم. وعندما يحرم الجسم من النوم أيضاً فإنه يصبح غير قادر على تنظيم الهرمونات بشكل صحيح، عوضاً عن الأضرار المادية الأخرى مثل ارتفاع معدل ضربات القلب، واضطرابات الجهاز الهضمي ومشاكل التمثيل الغذائي. وكان تقرير سابق للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي عام 2014 كشف عن استخدام وكالة الاستخبارات المركزية CIA للتعذيب والحرمان من النوم كوسيلة لاستجواب المشتبه بهم في قضايا إرهاب في أعقاب أحداث 11 سبتمبر. وأظهرت الأبحاث مؤخرا أن فرصة الحصول على اعترافات خاطئة تزداد بالحرمان من النوم. وبحسب التقرير فقد تم حرمان السجناء من النوم لمدة 180 ساعة أي 7 أيام ونصف وإجبارهم على الوقوف في أوضاع مؤلمة الأمر الذي يترتب عليه توتر وإجهاد جسدي.