نجح مؤتمر «الأزمة الإنسانية في اليمن» الذي اختتم أعماله في الدوحة، في جمع 223 مليون دولار لتغطية الحاجات الإنسانية للشعب اليمني، منها 117 مليوناً من جهات قطرية، ومبلغ من «منظّمة الدعوة الإسلامية». وأعلن الرئيس التنفيذي لـ «جمعية قطر الخيرية» يوسف الكواري، تخصيص 100 مليون دولار على مدار السنوات الثلاث المقبلة، لتغطية الحاجات الإنسانية والتنموية في اليمن وفقاً لدراسة أعدّتها الجمعية. ونبّه في الجلسة الختامية للمؤتمر، إلى أن الأزمة الإنسانية في اليمن تقضّ مضاجع كل أصحاب الضمائر الحيّة، إذ تبلغ نسبة المتضرّرين منها أكثر من 80 في المئة من اليمنيين، بعدما أصبح حوالى 21 مليون يمني في حاجة الى المساعدة الإنسانية. وتابع الكواري: «إننا أمام وضع إنساني في غاية السوء والتدهور، لهذا لا بد من تكاتف جهودنا جميعاً من أجل أن نكون في مستوى آمال الشعب اليمني كفاعلين إنسانيين،» مشيراً إلى أن من أهم التحديات التي تواجه المنظّمات الإنسانية في هذا الصدد، سبل تعزيز آليات التعاون والتنسيق والتكامل بينها. وحذّر رئيس «الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية»، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، عبدالله المعتوق، من نتائج كارثية ستترتّب على نقص التمويل للعمليات الإنسانية في اليمن، نظراً إلى الأرقام والإحصاءات المخيفة التي قدّرت تضرر أكثر من 80 في المئة من إجمالي سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليون شخص، من الأزمة اليمنية، خصوصاًً مع وجود 60 في المئة منهم تحت خط الفقر. وأشار إلى أن هذه النتائج ستكون عصيّة على الاحتواء «إن لم نبادر باستثمار هذه المبادرات لتعزيز فرص الاستجابة الإنسانية»، والقيام «بمسؤولياتنا تجاه هذه الأزمة». وذكر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشراكة الإنسانية في الشرق الأوسط ووسط آسيا، رشيد خليكوف، أن الأمم المتحدة قدّرت الحاجات الضرورية والعاجلة للمتضرّرين من الحرب اليمنية بـ1.2 بليون دولار، مطالباً بالتنسيق بين المنظّمات والجمعيات والمؤسسات الخيرية والإنسانية العاملة في حقل تقديم المساعدات لليمن، ودعاها إلى العمل سريعاًً لسدّ الحاجات الطارئة للمتضرّرين من الحرب. كما أكد وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس «اللجنة العليا للإغاثة» عبدالرقيب فتح، أن هدف المؤتمر الذي احتضنته قطر إنساني بامتياز، وملتزم بالحيادية والشفافية والمسؤولية لدعم نحو 26 مليون يمني يعانون من كارثة حقيقية طاولت الجميع. ولفت إلى أن 14 مليوناً من اليمنيين يحتاجون إلى رعاية صحية. وأكد أن نحو 2.8 مليون منهم نازحون داخل المحافظات المختلفة، وأكثر من 3 ملايين طفل خارج المدارس، إضافة الى الدمار الذي لحق بالمؤسسات التعليمية المختلفة. وشدّد على أن هذه الكارثة التي تعكسها هذه المؤشّرات تحتاج عملاً منسّقاً ومنظّماً لمواجهتها ومقاومة آثارها المختلفة، وهو ما تسعى إليه نتائج هذا المؤتمر. وأكد «التزام اللجنة العليا للإغاثة وتمسّكها بالمعايير الدولية المتّبعة في العمل الإغاثي القائم على الحيادية والمسؤولية والشفافية الكاملة»، لافتاً إلى مسؤولية اللجنة والحكومة اليمنية عن كل مواطن يمني من صعدة حتى المهرة من دون تحيّز أو اعتبار لأي مذهب أو طائفة. وجدّد ثقته بأن هذا المؤتمر يؤسّس لعمل إغاثي يرتكز على قاعدة بيانات ومعلومات وتكامل في الأدوار والمسؤوليات وتنسيق في النشاطات والمهام بين كل الجهات الداعمة والمساندة للشعب اليمني. وقال إن اجتماع هذا العدد الكبير من ممثّلي المنظّمات العربية والدولية والإسلامية وكذلك من الخبراء والمتخصّصين في هذا المؤتمر، يؤكد شعور الأشقّاء والأصدقاء بحجم الكارثة التي يعاني منها الشعب اليمني، ويدركون أهمية إيجاد الحلول والوسائل لمساعدته في تجاوزها من خلال عمل إغاثي منسّق ومنظّم ومتعدّد المراحل ومتنوّع النشاطات. ودعا ممثّل المنظّمات غير الحكومية في المؤتمر، رضا كسراي، إلى شراكة فاعلة بين المنظّمات الحكومية وغير الحكومية من أجل تعزيز العمل الإنساني في اليمن. وقال إن أكثر من 85 منظّمة غير حكومية تعمل في اليمن من أجل تخفيف المعاناة التي تسبّبها الحرب التي طاولت معظم المناطق.