في التاريخ المعاصر، يعتبر لبنان العلامة على أي تحول في المنطقة. يستغرب البعض من تركيز الإعلام على لبنان الذي يسكنه فقط ثلاثة ملايين لبناني، والمهاجرون منه أكثر من عشرة ملايين لبناني، على اعتبار أنه بلد صغير يغرق بأكثر من أربعين مليار دولار من الديون، قبالة دول أهم مثل اليمن، الخزان البشري، الذي يعيش تحديات حقيقية! والحقيقية أن التركيز على لبنان ليس بسبب إمكاناته المحدودة، بل هو لأنه ميدان الصراع. فلإيران، وسوريا، وإسرائيل، وفرنسا، وأمريكا، وقديما للعراق وليبيا في كل عرس بلبنان قرص. قبل أيام، دوى انفجار ضخم في حارة حريك في الضاحية الجنوبية ببيروت، حيث الكثافة السكانية، ما جعل الانفجار مؤلما، خلف العشرات من القتلى والجرحى؛ لذا صنف الأضخم في الضاحية منذ تفجير 1985، الذي كان يستهدف اغتيال محمد حسين فضل الله. من دلالات التفجير أن أمن حزب الله لا يمكن أن يتحقق من دون أمن لبنان، ذلك أن تحصين الضاحية من الخراب والتفجير لا يتحقق من دون ضبط حدود لبنان، والتعاون مع القوى الأمنية والاستخبارات اللبنانية، مهما كانت قوة استخبارات الحزب، فلا يستغني عن الدولة. لهذا يمكن أن تكون المليارات الثلاثة التي دعمت السعودية بها الجيش اللبناني مدخلا للتعاون والشراكة والاندماج التدريجي مع الجيش اللبناني كما يطالب وليد جنبلاط. الدلالة الأخرى، أن أي حزب سياسي في أي دولة يتدخل خارجيا بشأن حربي، فإنه يورط البلد نفسه بمآزق. حادثة اشتراك حزب الله بمعركة القصير هي البوابة التي جعلت القاعدة وسواها من الفصائل تجعل لبنان ساحة معركةٍ لها. هذا الذي حدث بين اغتيال شطح وتفجير حريك خلال أسبوع فقط! نأمل ــ كما قال السفير السعودي بلبنان علي عواض عسيري ــ أن يستظل الجميع بظل الجيش، فالسعودية حين دعمت الجيش لم تدعم حزبا ولا فصيلا، بل دعمت مؤسسة أمنية تضم كل الشرائح والطوائف. أعان الله أهل لبنان على هذا التحول المخيف. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة