×
محافظة المنطقة الشرقية

اللوبي الإيراني يخترق الغرب محرضاً على الخليج

صورة الخبر

تصادف هذه الأيام ذكرى مرور عام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، وقد حفلت هذه الفترة بالكثير من النجاحات، طالت مختلف المجالات: السياسية، الاقتصادية، والأمنية، والتي كانت تصب على ترسيخ مكانة المملكة على الساحة الدولية. ولعل حديثي هنا يقتصر على أبرز نجاحات الملك سلمان على المستويين الداخلي والخارجي. يقول فرانسيس فوكوياما أحد أهم الفلاسفة والمفكرين الأمريكيين المعاصرين، فضلاً عن كونه أستاذاً للاقتصاد السياسي الدولي في كتابه (بــنـاء الدولة والحكم والنظام العالمي في القرن الواحد والعشرين): إن جوهر الدولة هو في مقدرتها على فرض قرارها بالقوة. هذه القوة هي التي تسمّى الآن بـ القوة المؤسسية. فقد استطاع الملك سلمان على الصعيد الداخلي فرض هذه القوة المؤسسية في تحقيق أمرين رئيسيين: إرساء مؤسسة الحكم من خلال ترتيب أوضاع البيت الداخلي للأسرة الحاكمة، وفتح المجال للجيل الثاني من أبناء عبدالعزيز للحكم، وذلك بتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد وزيراً للداخلية، وتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد وزيراً للدفاع، سعياً منه لتحديد مسار ولاية العرش في السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، لعقود قادمة، وحسم بذلك مسألة نقل الحكم من جيل إلى آخر. وكذلك مواصلة السير بقيادة شابة تستشرف المستقبل وتعمل على تحقيق التطلّعات والآمال. الأمر الثاني: ترسيخ دعائم الدولة المدنية، وتعزيز قيم المواطنة، من خلال تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين كافة فئات المجتمع، والقضاء على الفساد، وترسيخ الأمن؛ وصولاً إلى التنمية والرفاه. أما على الصعيد الخارجي، فقد ركزت سياسة الملك سلمان على تسوية ثلاثة ملفات رئيسية: الملف اليمني، ملف الإرهاب، وملف التدخلات الإيرانية بالمنطقة. فبعد أن مر اليمن منذ الصيف الماضي بمرحلة استثنائية بعد التصعيد الذي انتهجته جماعة الحوثيين وجيش المخلوع صالح، ومحاولتهم السيطرة على البلاد والانقلاب على السلطة الشرعية، أعلنت السعودية عاصفة الحزم العسكرية التي قادتها بالتحالف مع عشر دول؛ بهدف حماية حدودها وتأكيد العمق الإستراتيجي للمملكة في اليمن. وبالتالي عملت على عودة الشرعية للحكومة والرئيس هادي بعد انقلاب الحوثيين عليها، وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني، ومنع ميلشيات الحوثي وجيش المخلوع صالح من حكم اليمن والسيطرة عليه بالقوة. وها هي قوات التحالف تخوض المعارك الأخيرة من أجل تحرير اليمن من قبضة الانقلابين وعودة الشرعية. أما ما يتعلق بملف الإرهاب، فبعد أن استطاع تنظيم داعش الإرهابي التمدد خارج خارطة الاشتباك في سوريا والعراق ليصل إلى شمال أفريقيا واليمن وغيرها من الدول، مستخدما نبوءاته الدينية حول معارك التاريخ، وأقصد بها عقيدة المخلص لدى تنظيم داعش؛ أعلنت السعودية قيام تحالف عسكري إسلامي يضم ما يزيد على ثلاثين دولة إسلامية، من بينها جل الدول العربية، ويكون مقر تنسيقه وغرفة عملياته الرياض، يهدف إلى هدم الأسس الايديولوجية لتنظيم داعش وسنده الفكري والديني وإظهار الصورة الحقيقية لهذا التنظيم أنه ما هو إلا كيان سياسي متطرف متعطش للدماء، يسعى لتحقيق مصالحة الخاصة ويستخدم الشعارات الدينية وروايات ما يعرف بآخر الزمان. أما ما يتعلق بملف التدخلات الإيرانية بالمنطقة. فبعد عقود من الصبر السعودي على سياسات إيران الداعمة للإرهاب في المنطقة والتدخل في شؤونها الداخلية والسعي لزعزعة أمنها واستقرارها وعدم الالتزام بحماية مقارها الدبلوماسية؛ جاء القرار التاريخي للملك سلمان بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران؛ ردا حازما على رفض المملكة لكل ما يخالف القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية وخطوة تندرج في إطار ايقاف التدخل الإيراني في شؤون المنطقة. لا شك أن ما حققه الملك سلمان خلال سنة من حكمه، نقل المملكة نقلات نوعية وتاريخية سياسياً وقيادياً يضاهي ما يتحقق خلال سنوات في دول متقدمة. ولعلي هنا أختم بحديث أعجبني لأمين مجلس الوزراء عبدالرحمن السدحان، الذي رسم صورة حيوية للملك سلمان حين قال: إنه مدهش في إدارته للدولة، واحترامه للوقت، وإنه «مجموعة ناس وليس إنسانا واحدا». وذكر أن الملك قارئ جيد للتقارير والقضايا، ويصغي أكثر مما يتكلم، ومع ذلك بقي على اجتماعياته في تلبية الدعوات، وعيادة المرضى، وتفقد الناس.