×
محافظة المنطقة الشرقية

بالصور.. بلدية الشرائع بمكة تحبط تعديًا على مخطط عشوائي

صورة الخبر

قبل عدة أعوام كان لبنان يأتي في سياق ذكر الدول العربية التي تعاني من كل شيء بعد فلسطين مباشرة، كلما تحدثنا عن الوضع العربي قلنا فلسطين ولبنان، فلسطين يحتلها اليهود لكن لبنان من يحتله؟ منطقة صراع قد يقول قائل اجتمع عليها العدو من الجنوب والطامع من الشمال والتابع في القلب، من الجنوب اسرائيل، ومن الجهة الاخرى سورية الاسد، وفي القلب ايران بعباءة حزب اللات، ولكي لا يتم العمل على حل هذه العقدة الثلاثية تم ايجاد نظرية الصراع الطائفي المسلم مسيحي، والسني شيعي واللبناني فلسطيني، ليستمر لبنان في النزيف والتراجع، نعم دفعوا الدماء في، حربهم الاهلية لكن للاسف ضاعت كلها هباء منثورا ولم تحقق كل قطرات دماء الشعب اللبناني التي سالت اية بوادر لمستقبل افضل بل من أسوأ لاسوأ. كلنا يتفق على ان لبنان لم يكن له حليف سياسي استراتيجي، نعم العلة في كون ايران استغلت عباءة المقاومة من خلال تنظيمات شيعية لها كحركة امل وحزب اللات، العالم كله يتعاطف لكن وجود حليف قوي يدعمها لم يكن. العرب يحبون لبنان لكن غير مستعدين لوضعه على سلم الاولويات، استمرت هذه الحال حتى قرر الملك فهد رحمه الله محاولة جديدة لانتشال لبنان من خلال ايجاد زعامة اقتصادية تجعل الشعب اللبناني يتكاتف وينبذ الخلافات ليحافظ على ما يتحقق من انجازات اقتصادية، فكانت تجربة الشهيد رفيق الحريري بدعم سعودي منقطع النظير، والسياسة والتوجه نجحا ابتداء وكان الخروج الاسرائيلي والسوري من الاراضي اللبنانية مرحلة حاسمة، وطبعا خرجا عسكرا وقوات، لكن بقيت لهما اطماعهما في لبنان، والكل راهن على ان الشعب اللبناني سينضوي تحت راية لبنان الافضل، ولبنان المستقبل القادم بقوة اقتصادية تنعش البلد كله، فجاءت صاعقة اغتيال الحريري والعودة الى نقطة الصفر. لم تتراجع السعودية وقررت الاستمرار في سياستها ببناء ملف خاص للبنان كحليف استراتيجي واضعة مصلحة الشعب اللبناني فوق اي اعتبار، واستمرت سياسة المملكة بالدعم والمؤازرة، حتى كان في عهد الملك عبدالله - رحمه الله - أن تم تقديم دعم عسكري لأن الفكرة تطورت من لبنان قوي اقتصاديا الى لبنان قوي امنيا وعسكريا، لم يتغير شيء وبقي لبنان مستمرا في التراجع كدولة مدنية، ومستمرا في التقدم كعصابات تحكمها طهران وتل ابيب والقرداحة الاسد، الشعب اللبناني ما زال يعيش تحت رعب الحرب الاهلية في السبعينيات من القرن الماضي لكنه لم ينتبه إلى أنه رغم تجنبه لها الان الا ان الخسارة مستمرة ومتزايدة، والقيود تحجّمه اكثر فاكثر. في عهد الملك سلمان الأمور لم تعد كالسابق ففعليا نحن الآن في حالة حرب، في اليمن، ودعمنا لحرية الشعب السوري وبقاؤنا في خندق القضية الفلسطينية اصبحنا نخوض مع هذا كله صراعا قويا شرسا، بعض حلفائنا من الغرب لا يريدون سعودية معتمدة كليا على ذاتها وقدراتها، إيران وخطة الدائرة المغلقة، روسيا ولعبة الورقات الثلاث، بعض الاشقاء العرب وسياسة متذبذبة معنا. في ظل هذه الظروف كلها فإن استمرار دعمنا العسكري والمالي للبنان الذي نتعرض فيه لاكبر هجوم اعلامي ودعم لاعدائنا من خلال تنظيم حزب اللات هو امر لا يمكن احتماله او استمراره، لهذا أتى القرار الأخير بوقف الدعم لأن القضية الآن أصبحت شأنا خاصا للشعب اللبناني ورسالة قوية من الرياض اسمها إن اردتمونا حلفاء لكم في السراء والضراء فعليكم أولا أن تكونوا حلفاء لأنفسكم، نعم الخيارات ضيقة وليست سهلة، وصعبة جدا لكن وللأسف أيها الاشقاء ليس لديكم خيارات أخرى. نتمنى ألا تكون حربا أهلية جديدة لكن إن لزم الأمر فلتكن حربا تحريرية من براثن طهران وأذنابها. alharbit@gmail.com