×
محافظة المنطقة الشرقية

القبض على ٤١ بائعا متجولا بمكة

صورة الخبر

حوار - عيسى الحكمي: المتعمق في الانتقالات الأخيرة للاعبين السعوديين «الشباب» إلى بعض الدوريات الأوروبية، يكتشف الكثير من الأسرار التي تذهب معهم أحيانًا ولا تعود، كما يكتشف فروقات مهمة في التَّعامل مع لاعب كرة القدم وتكوينه بصورة حقيقية لصناعة أجيال قادرة على حمل الراية في المستقبل. من خلال لاعب النصر السابق السابق عبد العزيز المفيريج الذي حزم حقائبه في الموسم الماضي إلى رومانيا وخاض تحدِّيًّا مهمًا مع فريق اتلتيكو برادو نسلّط الضوء على تجربة لاعب سعودي يبحث عن الفرصة ونقلب ونرتب في أوراق الملف الذي يحكي عن سيناريو تكرر في الأعوام الماضية كثيرًا ويبدو أنَّه مرشح للتزايد في القادم ما دامت آلية العمل في مخرجات الأندية على حالها.. ** في البداية، اسألك أين تجد نفسك الآن؟. - في الحقِّيقة أنا أمام مفترق طرق مهم، طموحاتي الكبيرة مُتَعَلِّقة بالعودة إلى أوروبا، وأحاول التَغَلُّب على العائق الذي يواجهني الآن. ** هل يتعلّق بناديك السابق النصر؟ - لا النصر صفحة تَمَّ طيها تمامًا، المسألة تتعلّق بدراستي التي تعتبر في المقام الأول في تركيزي، لقد أجلت «فصلاً دراسيًّا» في سبيل خوض تجربة اتلتيكو برادو، والآن أعيد الأمور وانظر لجميع الخطط التي توصلني لهدفي. ** في حال لم تتَغلَّب على هذا العائق إلى أين الوجهة؟ - يوجد أمامي اختيارات، من بينها عروض داخليَّة كخطة ثانية لأبقى قريبًا من كرة القدم القريبة لقلبي. ** هل يمكن الإفصاح عن هذه العروض ولو تلميحًا؟ - ليس بعد، لكن يوجد عروض من فرق عاصمية وأخرى من المنطقة الغربيَّة. ** تعني الهلال والشباب؟ - لا استطيع التحديد الآن، تركيزي فقط على حسم موقفي الدراسي والذهاب إلى أوروبا مرة ثانية. التجربة ** ما الذي يشدك إلى أوروبا بالرغم من أن تجربتك فيها لم تتجاوز 4 أشهر بينما لعبت للنصر 5 سنوات؟ - استطيع أن أقول لك: إن الأشهر الأربعة تعلمت فيها ما لم أعرفه عن كرة القدم طوال السنوات الخمس في النصر الذي لا يختلف عن أيِّ نادٍ سعودي آخر في النظام الكروي المكرر. ** ماذا تعلمت؟ - تعلمت أن كرة القدم انضباط، تأكَّدت أن اللاعب السعودي يفتقد الكثير من الأساسيات في التدريب، المسألة ليست تدريبًا مسائيًا فقط، في رومانيا تدربت على فترتين بمعدل 4 ساعات في اليوم، وخضعت لتدريبات انفرادية خاصة لتنمية المهارات القوية لدي، في أوروبا الحافز للعب موجود في كلِّ مباراة، لا أحد يضمن الخانة، التنافس على أشده، وشيء مهم لا يوجد لدينا ولا أعتقد أننا قريبون من تحقيقه، في أوروبا اللاعب الأساسي والبديل الأول والثاني له يقومون بنفس الدور في التدريب قبل المباراة بأسبوع حتَّى إذا احتاج المدرِّب لأيِّ خيار يكون الجميع جاهزًا، أيضًا لا يوجد شيء اسمه تدريب ترفيهي قبل المباراة بل تدريب مهم وأساسي. ** كلامك خطير في الجزئية الأخيرة، هل نفتقد التكامل التدريبي والحماس في أنديتنا؟ - نعم وبكل صراحة، اللاعب الأساسي يعرف دوره في التدريب الأخير والبديل لدينا يتلقى التَّعليمات قبل دخوله مباشرة، وأحيانًا يدخل وهو لا يعلم ماذا يفعل؟! والأهمّ الكابتن هناك قائد بمعنى الكلمة، والجميع يتحمل مسؤوليته بعكس الوضع عندنا فهناك لاعبون بعد الخسارة تجدهم يضحكون وكأن الأمر عاديًّا. ** هل خسرت؟ - لم أخسر لعبت 12 مباراة فزت في 9 منها وتعادلنا في ثلاث وسجَّلت 9 أهداف كأعلى رصيد في تاريخي تهديفيًّا بعكس مرحلة النصر كان تسجيلي 6 أهداف هو الأعلى، المهم بعد المباريات هناك حافز وإن كان بسيطًا قياسًا بالإمكانات لكنَّه يشعرك بقيمة الفوز والعمل ويدفعك للأفضل وهو أمر افتقدته في النصر. المصاعب ** وما الصُّعوبات الأخرى التي واجهتك؟ - دعنا نسميها ثقافات جديدة في كرة القدم، عندما ذهبت في البداية «تعذبت» تدريبيًّا لأن النظرة الأوروبيَّة لنا أننا أقل فكرًا وبنية ومهارة تكتيكية من اللاعب الأوروبي بمعنى أننا ZERO وهذا صحيح، لذلك خضعت لتدريبات شاقة على المستوى البدني لمدة 10 أيام أشعرتني بالفرق بين اللاعب السعودي والأوروبي، بعدها سمح لي المدرِّب بالعمل 11 يومًا لياقيًّا فقط مع الفريق، وانتقلت للمناورات ولعبت المباريات مع الفريق B «الأولمبي» قبل أن يسمح لي أخيرًا باللعب للفريق A كدليل على تجاوزي للتَّحدِّي وهو أمر أسعدني وشد من أزري لأتعلم أكثر. ** عندما دخلت أول تدريب، ما الجديد الذي قابلك؟ - هذا بحدّ ذاته سيناريو مثير في التجربة الأوروبية، عندما ذهبت كان في مخيلتي أنني سألعب بمركزي المعتاد في يمين أو يسار وسط الميدان، لكنَّني تفاجأت بالمدرِّب بعد أن قلت له مركزي المفضل يجربني في أكثر من مركز قبل أن يستقر بي الحال في المحور أمامي وقال لي: «هذا مركزك المناسب»، في أوروبا المدرِّب يحدِّد مركز اللاعب ويرسم المساحة التي يخوض فيها ولا أحد يحيد عن المسار لأن المنافسة جدِّية والفرصة التي تذهب يصعب استعادتها. ** ألم تجد في اللُّغة عائقًا آخر؟ - بدون شك هم لا يتحدَّثون الإنجليزية، لكن ما ساعدني وجود أحد الكوادر الفنيَّة التي سبق لها اللعب في تركيا ويجيد فهم ما أقول وأفهم عليه، ومع الوقت أنا تعلّمت بعض الرموز ونقلت لهم رموزًا أخرى بالعربيَّة «كالسلام « وبعض المفردات. التعامل ** وكيف يتعامل معك اللاعبون خارج محيط الملعب؟ - هناك لغة احترام عالية من الجميع، النادي احترم رغبتي في كثير من الأمور التي تعتبر لنا في الدين الإسلامي من الثوابت واللاعبون متعاونون، لقد خصص النادي لي مكانًا خاصًا للاستحمام وتغيير الملابس بعد التدريبات والجميع يسألني عن الإسلام وأركانه كالصَّلاة والصيام. ** بالنِّسبة للنواقص الفنيَّة كيف تغلبت عليها؟ - طبعًا بالتدريب المكثف، هناك أمور مهمة نفتقدها مثل قوة الالتحام وأتذكر في أحد التدريبات أردت الالتحام بقوة مع أحد اللاعبين فوجدت نفسي ارتدّ أمتارًا من قوة الاصطدام، أيضًا مهارة السيطرة على الكرة التي لا أراها في أيِّ لاعب سعودي غير محمد نور، كان لديّ مدرِّب خاص يدعى ميهاي وسبق له العمل في الشباب ويُعدُّ أعلى مدرِّب وطني في مدينتي حيث يقدم خدماته لجميع الأندية مجانًا لذلك كان يذهب معي في أوقات الإجازات للملعب والصالات ولا يرفض لي طلبًا. أنموذج الشهري ** عبد العزيز، ما الذي يجعل اللاعبين أمثالك يختارون طريق الرحيل لأوروبا من دون علم أنديتهم؟ - بدون شكّ الطموحات تختلف، أنا ذهبت لأنني أريد أن ارتقي بنفسي كرويًّا، وهناك لاعبون يضعون خطة «الكبري» سبيلاً ليعودوا للعب هنا لأن أنديتهم لا تقدم المغريات ولا الفرصة ليبقوا فيها. ** من العناصر التي تعرفها من تعتقد أنَّه جاد باللعب في ملاعب أوروبا؟ - أعتقد أن عمر السحيمي زميلي السابق في النصر له طموحات حقيقية، أيضًا نواف السحيمي التحق به ولديه طموحات كبيرة. ** ماذا عن صالح الشهري؟ - تجربة الشهري مختلفة تمامًا، الشهري ذهب معارًا من الأهلي، والأهلي يعمل على اللاعب بِشَكلٍّ ممتاز ويدعمه، لذلك عدّ تجربة الشهري أنموذجًا في كلِّ شيء. مشروع شالكه ** ما خططك القائمة الآن مع فريق اتلتيكو برادو؟ - يوجد اتفاق على الاستمرار، وهناك مشروع أن التحق أنا وبعض اللاعبين بفريق شالكه الألماني الذي يرتبط بمشروع كبير مع الفريق الروماني، أيضًا تلقى وكيل أعمالي مساعد المرشد عرضًا أفضل من فريق روماني، والمسائل كما ذكرت في البداية تبقى مرتبطة بمستقبلي العلمي. ** وكيف تحافظ على ما اكتسبته وأنت في إجازة طويلة؟ - أحاول بِكلِّ قدراتي المحافظة على برنامجي ومكاسبي هناك، أتدرب في مركز في الرياض وأحافظ على لياقتي بتدريب يومي. النصر لا يريد مخرجاته ** حدثني عن النصر كيف تَمَّ الانفصال وأنت والدك السيد فهد المفيريج من أركان النادي المهمة في فترة سابقة؟ - اختصارًا للإجابة، أن النصر هو الذي قدمني كلاعب، فيه تكوَّنت وتدرجت حتَّى وصلت الفريق الأولمبي، لكن الأمور تغيَّرت كثيرًا بعد ذلك ولم أجد الاستمرار مفيدًا ففضلت التوجُّه لرومانيا حسب خطط رسمتها لنفسي وبدون تدخل من أحد. ** برأيك لماذا أنت وكثير من جيلك لم يجدوا الفرصة في فريق النصر الأول؟ - هذا شأنهم في النهاية، هم يعتمدون في الفريق الأول على جلب لاعبين من الأندية الأخرى وبعضهم من «الرجيع» وقليلاً يكون الاتجاه لمخرجات النادي من الفئات السنية، هذا شكّل حاجزًا للطموحات وقلَّل منها، اللاعب في الفريق الأولمبي يعرف أنَّه لن يجد مكانًا لذلك يحدث التوَّقف والتسرب والشواهد لا تحتاج لذكر. ** مقارنة بالاهتمام الكبير الذي تجده الفئات السنية ألا تعتقد أن الأمر فيه أكثر من علامة استفهام؟. - الاهتمام الذي تتحدَّث عنه كان أكبر قبل أربع وثلاث سنوات، قد يعتقد البعْض أنني ألمح لمجاملة والدي حين كان ضمن فريق العمل لكن الحقيقة لا تحجب بدليل مستوى الكفاءات الحالية من جميع النواحي. ** عندما غادرت النصر ألم يتصلوا بك لتقصِّي الأمر؟ - تلقيت اتِّصالات عديدة لكنَّني عقدت قراري وأكملت مشواري، واستغرب هنا الأحاديث المتضاربة لمسؤول الفريق الأولمبي الذي وصفني بأنني لاعب درجة شباب وتَمَّ انتدابي لمباريات قليلة في الفريق الأولمبي وأقول له: «أنا تدربت موسمًا كاملاً مع الأولمبي ومثلته ولم أتركه إلا قبل 5 جولات من نهاية الدوري إذا كان لا يعلم!». ** هل المادَّة سبب في عدم بقائك مع النصر؟ - لا ليست هي السبب، ما سأحصل عليه في النصر كنت سأحصل عليه وأكثر داخليًّا بعد أن تأخروا في الرد، هدفي الأول كان الرحيل لأوروبا ولا يزال يراودني اكمال هذا الهدف حتَّى الاعتزال. ** أخيرًا.. من هو اللاعب السعودي الذي يذكرك بمحترفي أوربا؟ -اعتقد أن محمد الشلهوب يمتلك المواصفات الفكريَّة للاعب الأوروبي بدليل محافظته على قيمته كلاعب مهم في تشكيلة الهلال، التقيته في مناسبات وهو لاعب ناضج ولا يبخل بالنصيحة، وبالمناسبة نحن نتفق كثيرًا ولا نختلف إلا على «المان» فهو مع اليونايتد وأنا مع السيتي!.