دعا رئيس الدائرة القانونية في الائتلاف السوري هيثم المالح المعارضة إلى ضرورة تشكيل خلية أزمة لاستثمار تداعيات الضربة العسكرية ضد النظام السوري، مشيرا إلى أن هذه الضربة العسكرية ستكون بمثابة الفرصة الوحيدة أمام المعارضة والجيش الحر لتشكيل حكومة مؤقتة يمكن من خلالها استلام الحكم عبر نقل السلطة. واستبعد المالح في حوار مع «عكاظ» أن يرد النظام السوري عبر ضربات عابرة إلى الدول المجاورة لأنه نظامه ضعيف وجبان، مستشهدا بالانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لأجوائه التي كان يرد عليها بغض الطرف مستبعدا في الوقت نفسه أن تنفذ إيران تهديداتها باتجاه إسرائيل.. وفيما يلي نص الحوار : • هل لديكم معلومات عن الضربة العسكرية الأمريكية للنظام، وما هي أهدافها وإلى أين ستؤدي وما هي النتائج التي ستفرز عنها ؟ الأمر يتعلق بنوع الضربة العسكرية، فالإدارة الأمريكية تقول إنها عبارة عن عملية جراحية، وليست بالعملية العسكرية المعقدة أي أنها لن تستغرق أكثر من 72 ساعة، ولكن هناك أمرا أساسيا لأن الإدارة الأمريكية حددت بنك الأهداف، وأبرزها المطارات، وهذا سيشل حركة النظام الجوية والمعلوم أنه له تفوق في الجو، فقد قصف عبرها براميل البارود والقنابل العنقودية حتى أنه استخدم القنابل الفوسفورية من أيام قليلة، فتعطيل عمل هذه المطارات سيضعف النظام عسكريا ويسهل من تحرك قيادات الجيش الحر الذين تراجعوا في أكثر من معركة بسبب التفوق الجوي للنظام. ثانيا: سيكون هناك استهداف لمراكز إدارة العمليات وهي مفاصل أساسية كالفرقة الرابعة والحرس الجمهوري بقيادة ماهر الأسد والذي تبين أنه يقف وراء إطلاق الصواريخ الكيماوية على الغوطة بحسب صحف روسية، هذا فضلا عن ضرب مطار المزة العسكري حيث يقام تحته نفق باتجاه القصر الجمهوري. أما بالنسبة للإدارة الأمريكية فقد اتخذت قرارها بضرب النظام لأنه تخطى الخطوط الحمراء التي حذرت منها مرارا وهي استخدام الكيماوي الذي يعتبر تعديا ونقدا للاتفاقيات الدولية، فمن يخرق هكذا اتفاقيات لا بد من أن يعاقب، وقد وصفت هذه الضربة النوعية إعلاميا بالضربة التأديبية. • هل لدى المعارضة السورية علم بأهداف هذه الضربة ؟ لا أعتقد أن للمعارضة أو لأي من قياداتها علما بأهداف هذه الضربة وتوقيتها، فقد صودف أن ذهبت قبل شهرين إلى أمريكا والتقيت بمكتب مصغر للرئيس باراك أوباما وفهمت منهم ان أوباما يريد أن ينأى بنفسه عن الورقة السورية وسيترك حلها إلى الرئيس الأمريكي المقبل. • إذا كان الرئيس أوباما ينأى بنفسه عن الثورة السورية فكيف تقرأ إعلانه عن ضربة عسكرية للنظام؟ بعدما سمعت ما سمعته في مكتب أوباما، علما بأنني مستغرب حتى الآن، إلا أن هناك توجهات ثابتة بأن استعمال الأسلحة الكيماوية خط أحمر، ونظام الأسد خرق هذا الخط أكثر من مرة، وكانت أمريكا ومعها العالم يغضون الطرف عنها، حتى حدثت واقعة الغوطة لكن غض الطرف أو السكوت عنها سيعتبر فضيحة دولية، فبدأت التحقيقات ليبنوا على الشيء مقتضاه، علما بأن أمريكا يمكنها إن أرادت أن تعلن أنه لم يثبت لديها استخدام الكيماوي إذا كانت تحتاج ذريعة لعدم ضرب النظام السوري. • باعتقادكم كيف ستستثمر المعارضة السورية ومعها الجيش الحر تداعيات هذه الضربة لصالح الثورة والمعارضة ؟ هذا كان مدار بحثنا ومشاوراتنا في الائتلاف منذ الإعلان عن ضربة عسكرية للنظام، عن ضرورة تشكيل «خلية أزمة» لإدارة التداعيات وما سيفرز عن هذه الضربة، وعلى القيادات السورية المعارضة التواجد في منطقة قريبة، وقد اقترحنا الأردن على الحدود مع سورية، لأننا نعتقد أن الضربة ستفرغ العاصمة السورية دمشق من شبيحة وعصابات النظام، لأن العمل واستثمار هذا التوقيت سيكون مهما لصالح الثورة، وطالبنا بتشكيل حكومة مؤقتة الآن في هذه الفترة الزمنية الدقيقة وتكون مستعدة لإدارة البلد ونعتقد أنها ستحظى بمباركة دولية. والقول إن هذه الفرصة الوحيدة أمام المعارضة لقلب الأمور لصالحها وصالح الشعب السوري هو قول صحيح، ومثال عما حدث عام 1967 عندما سلم حافظ الأسد الجولان ووقعت الكارثة بفقداننا للجولان، فرغت حينها العاصمة دمشق بداعي التنظيم العسكري الذي كان مفروضا.. العاصمة ستفرغ مجددا وادعو القيادات المعارضة والجيش الحر لاغتنام هذه الفرصة واستثمارها استثماراً صالحا من أجل عودة الشعب السوري المشرد. • ماذا لو رد النظام السوري بضربات عابرة على الدول المجاورة لها حدوديا ؟ النظام السوري أضعف من أن يقوم بهكذا عمل، فالجولان مثالا أخذ من بين أيدينا والنظام لم يتحرك لتحريره واستعادته، النظام جل ما يستطيع فعله هو توجيه دباباته إلى صدور أبنائه، فكم من مرة هدد وتوعد الجيش الإسرائيلي خلال الأزمة من أنه سيرد على استهدافها لبعض مقراته، وعلى غاراتها وخرقها لأجوائه. ماذا فعل؟ غض الطرف لأنه جبان. الجيش السوري أصبح جيشا مترهلاً، صحيح أنه يملك اعتادا كبيرة لكن العبرة ليست في العتاد بل قواته التي انشقت عنه والتي قضت خلال سنتين ونصف من المعارك الضرية، وإلا فلماذا يستنجد بالإيرانيين وبميليشيات حزب الله.. معلوماتنا تفيد أنه تبقى للجيش النظامي أو الإجرامي 68 ألفا فقط من كوادره البشرية بين ضابط وعناصر. • ماذا عن الموقف الروسي الذي نأى بنفسه عن حماية النظام من الضربة وبالتالي ماذا يحدث باعتقادكم داخل الأروقة ؟ إذا عدنا بالذاكرة أثناء حرب البوسنة والهرسك ماذا فعلت روسيا، بحثت عن مصلحتها الأيديولوجية، هذه الدول تبحث عن مصالحها فقط حتى لو كانت حليفة لهذا البلد أو ذاك، مصالحها تتفوق على أي حلف روسيا لن تخسر الغرب كذلك لن تتخلى عن مصالحها. وقد رأينا كيف أجلى الروس 35 ألفا من خبرائه ومبعوثيه الذين يديرون المعركة منذ سنتين ونصف. المواقف الدولية من جراء هذه الضربة شهدت حلحلة على المعارضة وحلفائها استثماره لما فيه مصلحة الشعب السوري، ولكن لا بد الإشارة إلى أن إيران بدت أهم من روسيا بحلفها مع النظام المجرم، فإذا سكتت إيران وامتصت الضربة العسكرية فستسير الأمور بشكل طبيعي، أما إذا نفذت إيران تهديداتها عبر استهدافها لإسرائيل فإن المشهد في العالم سيكون مختلفاً. وما يجعلنا لا نحمل تهديداته على محمل الجد فلأن اقتصادها يعاني ضعفا وبات لديها معارضة قوية، هذان السببان لا يجعلانها تدخل في حرب إلى جانب النظام السوري. فالحرب الدائرة اليوم في سورية هي حرب إقليمية بنكهة طائفية قادتها إيران مدعمة بـ 60 ألف مقاتل من حرسها الثوري ومن ميليشيا حزب الله والشيعة العراقيين وحوثيي اليمن، هدفها الاستبقاء على النظام الأسدي الذي باع سوريا نهائيا لإيران وهي لفتح أبواب سورية أمام الشيعة لينفذوا مخططاتهم باتجاه الطوائف الأخرى، حلمهم إقامة دولة فارس ونشبه فكرها بالفكر الإسرائيلي الذي يقيم المستوطنات من أجل طرد الفلسطينيين، وها هي إيران تحاول إقامة المستوطنات في سورية لتعبر إلى دولة فارس وقد دفعت لبعض الطوائف في سورية من أجل تحويلهم إلى المذهب الشيعي.