ارتفعت أسعار النفط أمس بعد الهبوط الكبير الذي شهدته خلال جلسة التعامل السابقة مدعومة بهبوط في عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة. وقالت الوكالة الدولية للطاقة، أمس، إن سوق النفط ستبدأ باستعادة توازنها في 2017 مع انخفاض أكبر في الإنتاج الأمريكي تحت ضغط هبوط الأسعار، وارتفع سعر التعاقدات الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي الوسيط 6.44% ليتجاوز سعر البرميل 31٫55 دولاراً. وارتفع سعر خام برنت الدولي 4.88% إلى 34.64 دولار للبرميل. قال محللون إن هبوط عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة والذي من المتوقع أن يؤدي إلى تراجع في الإنتاج في 2016 ساعد في دعم الأسعار. وقال بنك جولدمان ساكس يستمر تراجع عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة... توقف 26 حفاراً إجمالاً. يشير العدد الحالي لمنصات الحفر إلى أن إنتاج الولايات المتحدة سيتراجع 445 ألف برميل يومياً على أساس سنوي في عام 2016 في المتوسط. على الرغم من الارتفاع الذي شهدته الأسعار أمس قال محللون إن أوضاع السوق ما زالت ضعيفة بسبب التخمة المستمرة. وقال بنك مورجان ستانلي التراجع الحاد لوتيرة نمو الطلب في الأشهر الأخيرة (لا سيما البنزين) عامل رئيسي في توقعاتنا لمزيد من الهبوط والحاجة لفترة أطول حتى يعود التوازن للسوق. وقالت الوكالة الدولية للطاقة، أمس، إن سوق النفط ستبدأ باستعادة توازنها في 2017 مع انخفاض أكبر في الإنتاج الأمريكي تحت ضغط هبوط الأسعار، لكن إنتاج الولايات المتحدة سيعاود الارتفاع في وقت لاحق من العقد الحالي ليصل لأعلى مستوياته على الإطلاق في 2021. وذكرت الوكالة في توقعاتها متوسطة الأجل لن يتوازن العرض والطلب قبل عام 2017، ولكن المخزونات الهائلة ستعمل على كبح وتيرة تعافي أسعار النفط حين يشرع السوق - بعد أن يصل لنقطة التوازن - في السحب من المخزونات. وتابعت الوكالة الأوضاع في السوق النفطية اليوم لا تشير لتعاف كبير على المدى المتوسط. وفي تقريرها قالت وكالة الطاقة الدولية إنه في الفترة من عام 2015 إلى 2021 من المتوقع أن يصل الإنتاج الأمريكي لأعلى مستوى على الإطلاق عند 14.2 مليون برميل يومياً بعد أن يسجل هبوطاً في العامين الحالي والمقبل. ومن المتوقع أن ينخفض إنتاج النفط الصخري بواقع 600 ألف برميل يومياً العام الجاري و200 ألف برميل يومياً العام المقبل، ثم يتعافى تدريجياً. وتوقعت الوكالة زيادة إمدادات النفط العالمية بواقع 4.1 مليون برميل يومياً بين عامي 2015 و2021 مقارنة مع نمو إجمالي قدره 11 مليون برميل يومياً خلال الفترة من عام 2009 إلى 2015. من جهة أخرى أبدى مسؤول أمريكي كبير في قطاع الطاقة تشككه في نجاح اقتراح منتجين من أوبك ومن خارجها تجميد إنتاج النفط الخام في سوق يعاني من تخمة ودعم أسعاره. وقال عاموس جيه. هوخشتاين المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الطاقة الدولية في مقابلة مع رويترز أشك كثيراً في هذا الاتفاق. تجميد إنتاج الدول قرب مستويات تاريخية مرتفعة لن يغير من الوضع في سوق متخمة بالإمدادات. واقترب إنتاج روسيا وأوبك من مستويات قياسية في الشهر الماضي، وبلغ إنتاج روسيا ذروة جديدة في حقبة ما بعد الاتحاد السوفييتي عند 10.88 مليون برميل يومياً. (رويترز)