كل الوطن، أسامة الفيصل، بيروت:يدرك العارفون ببواطن الأمور أن لبنان مقبل على وضع صعب للغاية وقد وصفه أحد الدبلوماسيين بأن لبنان "ينتظره حمام دم".. وبين التفجيرات المتنقلة بين المناطق، والتوترات المتزايدة، والوضع غير المنضبط، دخل تنظيم "داعش" الإرهابي على خط المواجهة الساخنة ليعلن عن تبنيه التفجير الانتحاري في الضاحية الجنوبية لبيروت، ويتوعد "حزب الله" بالمزيد.. في وقت أعلنت فيه السلطات اللبنانية عن وفاة ماجد الماجد، زعيم تنظيم كتائب "عبد الله عزام"... إلى أين تتجه الأمور؟ وهل القادم هو الأخطر أم أنه يمكن تفادي الأسوأ؟!! بات اللبنانيون ينتظرون بين كل تفجير وتفجير التفجير القادم: في أي منطقة؟! وأي يوم؟!! وأي ساعة؟! وهل سيستهدف شخصية ما، أم أن المواطنين الأبرياء هم المستهدفين؟!! هذه الأسئلة وغيرها، إجاباتها تحير اللبنانيين وتخيفهم وتجعل هاجس الأمن يتصدر الأولويات، رغم أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية تقوم بواجبها وتعمل ما في وسعها من أجل تأمين الأمن والأمان للمواطنين. رغم ذلك، يبقى الهاجس الأمني يؤرق الجميع، سيما أن التفجيرات لا ترحم أحداً، والمعطيات وقراءتها تشيران إلى أن الاستمرار في سياسة التفجيرات المتبعة سيكون سمة للفترة المقبلة. فقد كتب داني حداد في موقع "ليبانون فايلز"، تحت عنوان: ""حمّام دم" ينتظر لبنان... قبل التسوية" "لا يتردّد سفير دولة على علاقة مباشرة بالأحداث اللبنانيّة في تسمية الأشياء بأسمائها... عند سؤاله عمّا سيحمله المستقبل القريب للبنان، فيقول: ينتظر لبنان حمّام دم!". ويضيف حداد نقلاً عن السفير: "..يجزم الرجل بأنّنا ننتظر أيّاماً صعبة جدّاً سيتحوّل فيها لبنان إلى ساحة مفتوحة على سائر الاحتمالات. ستتكرّر الانفجارات مراراً، يتوقّع مستنداً إلى معطيات يمتلكها. وستستهدف مدنيّين وسياسيّين، في أكثر من منطقة. وسيشهد الخطاب السياسي مزيداً من الاحتقان. وستقع مواجهات أمنيّة في أكثر من منطقة، في استنساخ لمواجهات باب التبانة جبل محسن اللذين ينتظرهما جولات جديدة"... "يقول السفير المطلع ذلك كلّه بهدوء وبصوتٍ خافت يخفي مرارة الرجل. يؤكد أنّ ما يشهده وسيشهده لبنان لا يرتبط أبداً بالخلافات الداخليّة بين الفرقاء السياسيّين. هو أشبه بالقدر المكتوب، نتيجة للأزمة الإقليميّة التي تبدأ بسوريا ولا تقف عند حدود الاتفاق بين إيران والدول الستّ. لبنان ساحة لا أكثر. هي تلد هنا بعد أن حملت هناك". "داعش" وما أدراك ما "داعش" وفي الوقت الذي تبنى فيه ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، تفجيراً استهدف الخميس المنصرم، منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية وذلك في بيان نشره عبر تويتر حساب "مؤسسة الاعتصام" التابع للتنظيم ونقلت مضمونه أيضا مؤسسة سايت المتخصصة في رصد المواقع الإسلامية. وجاء في البيان المخصص غالبيته للحوادث في مدينة حلب السورية أن التنظيم "تمكن من كسر الحدود واختراق المنظومة الأمنية لحزب "الشيطان" الرافضي في لبنان ودك معقله بعقر داره فيما يسمى بالمربع الأمني في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الخميس". واعتبر البيان أن التفجير الذي أسفر عن مقتل 6 أشخاص هو دفعة أولى صغيرة من الحساب الثقيل الذي ينتظر هؤلاء الفجرة المجرمين. ضحية التورط في حروب خارجية وكان رأى رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري أن "لا صفة للإرهاب مهما تعددت وجوهه وتنوعت مصادره سوى الإجرام"، قائلاً إن "الإرهاب الذي يستهدف المدنيين والأبرياء والمناطق الآمنة هو إجرام معزول بالكامل عن أدنى المشاعر الإنسانية وينتسب بالتأكيد الى أفعال شيطانية هدفها القتل المجاني وإشاعة الخراب والدمار، والانفجار الذي استهدف الضاحية الجنوبية من بيروت يقع في هذه الخانة". وفي بيان صادر عن مكتبه، اعتبر الحريري أن اللبنانيين يدفعون "الضريبة تلو الضريبة من دمائهم وأرواحهم وممتلكاتهم، جراء أعمال كانت وستبقى محل الإدانة والاستنكار الشديدين". أضاف: "إن المواطنين الأبرياء في الضاحية هم ضحية جرائم إرهابية وإجرامية تستهدفهم منذ أشهر، وهم في الوقت عينه ضحية التورط في حروب خارجية، وفي الحرب السورية خصوصاً، التي لن يكون للبنان ولأبناء الضاحية تحديدا أي مصلحة في تغطيتها أو المشاركة فيها". وتابع الحريري: "هذه مناسبة جديدة لدعوة الجميع الى اعتبار تحييد لبنان عن الصراعات المحيطة، أمراً جوهرياً لتوفير الحماية المطلوبة للاستقرار الوطني، وهو القاعدة التي يجب أن يبنى عليها في مواجهة كل أشكال الإرهاب وتضامن جميع اللبنانيين على تحقيق مثل هذه المواجهة". وختم الحريري البيان بالقول: "إن الإصرار على زج لبنان في قلب العاصفة الإقليمية هو الخطر الذي يستدرج رياح الإرهاب إلى مدننا وبلداتنا، وقد آن الأوان لكل مسؤول في أي موقع سياسي أن يعي هذه الحقيقة، وأن السبيل الوحيد للدفاع عن لبنان يكون بالعمل على حماية الوحدة الوطنية والتسليم بدور الدولة ومؤسساتها الشرعية في إدارة الشأن الوطني". وفاة الموقوف ماجد الماجد في هذا الوقت، أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان صادر عنها، عن "وفاة الموقوف المدعو ماجد الماجد صباح السبت أثناء معالجته في المستشفى العسكري المركزي، وذلك نتيجة تدهور وضعه الصحي". وقالت معلومات صحفية إن ماجد الماجد لم يتم التحقيق معه لأنه كان بحالة صحية حرجة جدا بسبب الفشل الكلوي والالتهابات التي كان يعاني منها، مما لم يسمح له أن يتكلم. ولفتت المعلومات إلى أن الجيش حاول إجراء الإسعافات الأولية له قبل وفاته، واليوم تم استقدام مجموعة من الأطباء صباحا لإسعافه بعد تدهور حالته بشكل دراماتيكي ولكن طبيعة المشاكل الصحية التي كان يعانيها لم تسمح أن يبقى على قيد الحياة. وذكرت مصادر أمنية لصحيفة "الأخبار" أن الجيش لم يباشر تحقيقات جدية مع الماجد، بسبب وضعه الصحي، وان الأخير يواجه صعوبة في التركيز، وانه غالبا ما يظل في غيبوبة، وان مشكلته الصحية تجاوزت القصر في الكلى لتنتقل إلى تعطل وظائف أعضاء أخرى في جسمه. وقد تولت الجهات الأمنية إعادة جمع أرشيف المعطيات عن الماجد، بما في ذلك الموجود لدى جميع الأجهزة الأمنية الأخرى، وخصوصا فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، الذي سبق أن عمل على ملفه بصورة مكثفة في الفترة الأخيرة. ونقل عن مصدر فيه إن رجال الفرع سبق لهم أن تثبتوا من أن ما جرى على حواجز الجيش في صيدا كان هدفه التمويه على عملية انتقال الماجد من صيدا واليها. وفي مخيم عين الحلوة، رصدت الجهات الأمنية تحركات لأشخاص على صلة بفتح الإسلام سابقا، وهم من المتصلين بالشيخ أبو محمد توفيق طه، الذي يعد نائباً للماجد في قيادة كتائب عبد الله عزام.