×
محافظة المنطقة الشرقية

دورة حول الآليات الدولية التعاقدية لحماية حقوق الإنسان

صورة الخبر

أصبحت بلدة أكوريري في أقصى شمال آيسلندا، التي تقع على مشارف الدائرة القطبية الشمالية، مأوى لأول أسرة سورية لاجئة وصلت إليها قبل شهر. وقبل هذا الوقت لم يسمع خطاب المحمد وأسرته حتى عن آيسلندا نفسها التي تبعد عن ديارهم أكثر من 4500 كيلومتر، ويقول إن المخطط لم يكن هكذا. كان خطاب (48 عاما) معلما للغة الإنجليزية في المرحلة الثانوية، وزوجته وأولاده الستة وأمه من بين 35 سوريا رحبت بهم آيسلندا الشهر الماضي، بعد أن كانوا قد مُنحوا ملاذا مؤقتا في لبنان، وكان في انتظارهم بمطار آيسلندا الدولي رئيس وزراء البلاد. يشار إلى أن آيسلندا التي يبلغ تعداد سكانها 323 ألف نسمة، كانت قد تعهدت باستضافة عدد مبدئي يقدر بـ75 لاجئا. ومثل العديد من الأسر الأخرى، ترك خطاب وأسرته بيته في مدينة حلب عام 2012 عقب هجمات الصواريخ المتكررة على مناطقهم، ونزحوا إلى لبنان حيث عاشوا في "كراج" مهجور فترة من الزمن، إلى أن انتقل إلى آيسلندا دون تخطيط منه. منزل أسرة المحمد الجديد في أقصى شمال آيسلندا(تصوير بول غروفر/تلغراف) ويحكي المحمد أنه وأسرته يعيشون الآن في منزل فسيح، والتدفئة فيه جيدة، ومجلس المدينة يدفع لهم أيضا إعانة طفولة، والطعام جيد وجيرانه الجدد من أهل البلدة تبرعوا لهم بملابس شتوية، وتُقدم لهم دروس مجانية في لغة البلد لمدة ساعتين يوميا. وعندما يتقنون أساسيات اللغة سيذهب الأطفال إلى المدرسة. وعن صعوبة الطقس، يقول المحمد إن الثلوج تسقط أحيانا بشكل مستمر طول 24 ساعة، والجو مظلم وبارد والرياح شديدة "وكأننا في ثلاجة". ويقول إن عليه أن يتأقلم مع الحياة الجديدة على مقياس أصغر بكثير مما كان في حلب أو لبنان، حيث إن عدد سكان أكوريري 18 ألفا فقط ولا يوجد فيها مساجد. ويأمل في أن يعود لوطنه، لكن عليه الآن أن يندمج في الوقت الحالي مع الجيران الجدد. ويحاول المحمد جاهدا تعويض أولاده عن الحنين إلى الوطن والأقارب بشغلهم بأشياء أخرى، ومع ذلك لا تخلو حياتهم من المنغصات، حيث تلقى رسالة معادية من أحد جيرانه المحليين مليئة بالآراء المسيئة للإسلام، لكن الغالبية العظمى من السكان يظهرون الترحيب بهم لدرجة لم يكن يتخيلها.