دارت أمس معارك طاحنة بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وتحالفات عسكرية جديدة مناهضة لانتهاكات التنظيم التابع لـ «القاعدة». واتسعت الانتفاضة، العسكرية والمدنية، لتصل إلى شمال حلب قرب حدود تركيا وريف اللاذقية غرباً لدى إعلان تشكيل «حركة شباب اللاذقية الأحرار»، بعدما انطلقت شرارتها في الريف الغربي لحلب أول من امس. واستدعى تنظيم «داعش» تعزيزات من مقراته في الرقة ودير الزور في شمال شرقي البلاد لوقف تدحرج كرة الانهيارات في الشمال والشمال الغربي، حيث ارتكب مقاتلوه مجزرة لدى قتلهم 30 سجيناً في مدينة حارم في ريف إدلب، قبل تسليمهم مقرهم. في المقابل، حافظت الهيئة الشرعية في حلب و «جبهة النصرة» وبعض تشكيلات «الجبهة الإسلامية» على مسافة بين طرفي الصراع لترك المجال لوساطة محتملة بينهما. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن ما لا يقل عن 60 شخصاً قتلوا في الاشتباكات التي وصفها بأنها تحد كبير لسيطرة «الدولة الإسلامية» في حلب وإدلب. واعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض دعمه «الكامل» للمعركة ضد «داعش»، واعتبر في بيان أنه «من الضروري أن يستمر مقاتلو المعارضة بالدفاع عن الثورة ضد ميليشيات (الرئيس السوري بشار) الأسد وقوى «القاعدة» التي تحاول خيانة الثورة». وكان «جيش المجاهدين» الذي تشكل قبل يومين من عدد من التنظيمات المسلحة في غرب حلب، أول من بادر إلى خوض معركة مع مقاتلي «داعش» بعد اقتحامهم مدينة الأتارب آخر خطوط الإمداد بين معبر باب الهوى قرب حدود تركيا وحلب. كما انضم إلى الصراع ضد «داعش»، تنظيم جديد اسمه «جبهة ثوار سورية» الذي تشكل برئاسة جمال معروف من 14 فصيلاً مسلحاً في شمال غربي البلاد. وعلم أمس أن تجمعاً شبيهاً بـ «جيش المجاهدين» تشكل امس في ريف اللاذقية غرب البلاد، أطلق عليه «حركة شباب اللاذقية الأحرار» ضم كتائب وفصائل عسكرية في اللاذقية، ذلك بهدف «محاربة تنظيم داعش الذي عاث فساداً في سورية». وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن رقعة الاشتباكات اتسعت و»انتقلت المعارك من بلدات الريف الغربي في الأتارب إلى الريف الشمالي للمدينة، حيث وصلت الى بلدات مارع وتل رفعت وحريتان وعندان أدت إلى انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية من مقراته هناك وسيطرة جيش المجاهدين عليها». وفي ريف إدلب، اقتحم مقاتلو «جبهة ثوار سورية» مقرات التنظيم في بلدة تلمنس فسيطروا عليها وصادروا الأسلحة الموجودة فيها وأسروا بعض عناصر «الدولة الإسلامية» الذين خسروا مواقعهم في جبل الزاوية. وأشار أحد النشطاء إلى أن مقاتلي «داعش» قتلوا 30 أسيراً في حارم شمال إدلب قرب حدود تركيا، بعد مقتل «أمير» منطقة سلقين المجاورة «أبو عبد الله التونسي». سياسياً، صعّد «المجلس الوطني السوري» عشية اجتماع الهيئة العامة لـ «الائتلاف» في إسطنبول اليوم، من مطالبه للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» المقرر في 22 الشهر الجاري. وقال عضو «المجلس الوطني» سمير النشار لوكالة «فرانس برس»: «بعد اجتماعات مع بعثات تمثل مجموعة أصدقاء سورية والمبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي ووزارة الخارجية الروسية (...) يؤكد المجلس الوطني السوري أنه لا يرى داعياً للمشاركة في المؤتمر» الدولي. كذلك أبدى أمله في أن يقاطع «الائتلاف» المؤتمر المقرر عقده في مدينة مونترو السويسرية. وقال إن «الائتلاف لن يشارك في نهاية المطاف. المجلس الوطني السوري ليس وحده رافضاً المشاركة، ثمة معارضون آخرون في الائتلاف يرفضون المحادثات وسيصوتون ضده». وأضاف النشار: «مقاتلو المعارضة على الأرض يرفضون أيضاً» المشاركة في المؤتمر، وهذا يعني «أن المؤتمر لن يحصل». من جهته، أوضح قيادي آخر في «المجلس الوطني» لـ «الحياة»، أن الفترة السابقة لم تشهد أي تغيير يشجع المعارضة على المشاركة في المؤتمر الدولي، «بل حصل تراجع عن التزامات سابقة». وزاد: «بناء على كل المعطيات، قرر المجلس الوطني تصعيد موقفه السياسي، بحيث إنه إذا لم يفرض حظر جوي، في شكل جزئي أو كلي على المناطق الشمالية، فلن يشارك المجلس في المؤتمر الدولي».