ولع الإنسان بمعرفة الغيب، منذ الزمن القديم، وكتب التنجيم شاهداً على هذا الولع، وهناك الأبراج الفلكية، وقراءة الكف، والفنجان، والعرافون، وحسم القرآن هذه المسألة حتى لا يتشوش الفكر الإنساني، بما لا يملك، وأعلن أن الغيب حجاب لا يعلمه إلا الله، ومع ذلك يصر الإنسان على تحدي الستر المحجوبة، في برامج الفضائيات حول توقعات السنة الجديدة. تبيع هذه البرامج الوهم على المشاهدين، من خلال ما تطرحه من التوقعات أو التنبؤات التي يقولون أنها تعتمد على علوم فلكية، أو على علوم حسابية أو علوم روحانية، ومنها ما يعتمد وهم الأكثرية، على الاستشفاف والمتابعة والاستنباط من الواقع المحيط، وجميع هذه الخلطات تحتاج شخصاً يتقن فن الكلام، وبداية كل عام تزخر القنوات الفضائية، بتوقعات الدمار والحروب حتى وصلت بالبعض لإنهاء العالم وتمزيق الدول وموت نصف رؤساء العالم وهروب النصف الآخر، ونسبة نجاح توقعات أغلب وأشهر المتوقعين لم يتحقق منها سوى النزر اليسير، وهذا رقم كافٍ لتكذيبهم، وابتعادهم، لكنهم يظهرون مرة أخرى، حيث تظل رغبة كسر الغيب هاجساً. يتم تداول توقعات المتنبئة اللبنانية ليلى عبد اللطيف التي تقول إنها تعتمد في توقعاتها على (الإلهام) الذي أوصلها إلى خارج حدودها الجغرافية لتلتقي ملوك ورؤساء دول بعد أن صدقت توقعاتها التي كانت تقدمها سابقاً!! وحلت ضيفة على شاشة السي إن إن، والقناة اللبنانية، والمصرية، وتم نشر حواراتها في أبرز المجلات العربية، حيث تتحدث عن أهم توقعاتها على جميع الأصعدة، وجميع الدول، في السياسة، والاقتصاد، والفن. من أشهر المتنبئين في التاريخ العربي أبو الطيب المتنبئ، ولكنه رجل صالح مقابل متنبئي اليوم، فالمتنبئ يقول شعراً ملهماً ويستشرف به المستقبل، وجمع فيه أطراف الحكمة، لكن اليوم اشتهر على الساحة العربية منجمون يدّعون علم الغيب بعلوم الفلك، منهم الفلكي التونسي حسن الشارني، نائب رئيس اتحاد الفلكيين العالمي. بقية للحوار: في السنوات الأخيرة، ظهرت مجموعة من القنوات تقدم قراءة في الأحلام، وتفسر الأحلام للناس، وزاد شعبيتها ولع الناس بمعرفة الغيب، القليل فيها ماهو على حق، والكثير منها يحمل المزايدات والمغالاة والمغالطات التي تسبب الإدمان، لذلك الحذر مطلوب. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain