×
محافظة المنطقة الشرقية

«لينوفو» تكشف عن ثلاثة حواسب لوحية

صورة الخبر

أحيا اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ذكرى رحيل الشاعر أحمد راشد ثاني بأمسية شعرية في مقره بالشارقة. كانت تلك التفاتة جميلة تجاه ذكرى شاعر مهم من شعراء المنطقة خطفه الموت باكراً، وجميل أن يكون الشعر بالذات تحية لذكرى أحمد راشد الذي أتانا من الشعر، ولكنه لم يقف عنده. التجربة الشعرية لأحمد راشد ثاني جديرة بالمزيد من الدرس في إطار التجربة الشعرية لجيله من شعراء الإمارات، مثل حبيب الصايغ، وظبية خميس، وخالد بدر، ونجوم الغانم، وميسون صقر، وعادل خزام، وعبدالعزيز جاسم والقائمة تتسع لآخرين بالطبع ممن أحدثوا نقلة نوعية في المنجز الإماراتي باتجاه الحداثة الشعرية. لكن إزاء أحمد راشد ثاني نحن أيضاً أمام وجه آخر، هو وجه الباحث اللمَّاح في التراث الثقافي في الإمارات، وما زلت أحسب أن أحمد ذهب أعمق من سواه في تشخيص ديناميكية هذا التراث، ورؤية علاقته بالحراك المجتمعي، ولم ينظر له كحال سكونية منقطعة الصلة عن محيطها. هذا ما جعله يتوقف إزاء قامتين شعريتين متباعدتين زمنياً هما الماجدي بن ظاهر الذي يُعتقد أنه عاش قبل أربعة قرون في جلفار، وراشد الخضر الذي عاش حتى مطلع ثمانينات القرن العشرين. ويرى أحمد أن هذين الشاعرين يشكلان غلاف الشعر العامي في الإمارات، من دون أن ينفي ذلك وجود تجارب شعرية عامية لافتة لآخرين سواهما، مستشهداً بما رصده حمد بوشهاب في كتابه عن التراث الشعري الإماراتي. خَيْرَ من سلط الضوء على بواكير الحداثة الثقافية والمجتمعية في الإمارات هو أحمد راشد ثاني الذي لاحظ محقاً في مقالة مبكرة له أن للنخبة التجارية المشتغلة في حينها على بيع اللؤلؤ يعود الفضل، ليس في فتح القول الشعري على الفصحى لدى سالم العويس وسواه فقط، وإنما أيضاً يعود لها الفضل في إدخال المدرسة الأولى والصحافة الأولى والنظام المؤسساتي الأول، مُشيراً هنا إلى أسماء مثل الشيخ المحمود ومبارك الناخي وإلى الجرائد التي أصدرها إبراهيم المدفع في الشارقة. محقاً أيضاً، لاحظ أحمد راشد أن الهاجس الإحيائي لهذه النخبة في ربط هذا الساحل بالمركزيات الثقافية العربية في العراق والشام ومصر، ورغم ما وصفه أحمد بالفصاحة القومية لهذه النخبة، إلا أنها لم تبعدها عن المعطيات الشفاهية للمجتمع، وهو ما عبر عنه وجود شعراء جمعوا في كتابتهم للشعر بين الفصحى والعامية، مثل مبارك العقيلي وابن سليم الذي بث إذاعة عربية في الهند لمقاومة الاستعمار. madanbahrain@gmail.com