×
محافظة المنطقة الشرقية

أمريكا وحلفاؤها يشنون غارات على أهداف لداعش في سوريا والعراق

صورة الخبر

الإسلام بسماحته أباح للعقول أن تجول في كل مكان تظن أنّ وراءه فائدة مادية أو معنوية في حرية تامة، لأنّ الإنسان مدفوع بطبعه لأن يرود كل مجهول ويتحسس كل محجوب، والإنسان الحر هو من يستطيع التعبير عن رأيه ويدافع بلسانه وقلمه عنه مادام الرأي غير خارج عن حدود الآداب العامة والأخلاق الفاضلة والتعاليم الدينية المستمدة من كتاب الله وسنّة نبيه، إن الإنسان الحر هو من يملك التفكير السليم والعقل الذي يستطيع صاحبه أن يميز بين الحق والباطل وبين الخير والشر. وهذا يتنافى تماماً مع ما نسمعه ونشاهده عبر بعض القنوات الفضائية، والتي فتحت الأبواب بدواعي الحرية لكل من يعتقد أنه محلل سياسي يدّعي أنه يعرف كل ما يدور في العالم بأسره، أو إستراتيجي يدّعي أنه يستطيع أن يعرف كل ما من شأنه خطط وتوجهات الدول وتفكيرها وأهدافها، أو محلل رياضي يدّعي معرفة كل قوانين كرة القدم، أو محلل اقتصادي يتحدث عن أسواق المال العالمية وأسعار البترول والعملات والتبادل التجاري، وهناك من يفتي بغير علم وقد يحرّم الحلال ويحلل الحرام والعياذ بالله. هؤلاء وجدوا منابر يطلقون من خلالها أصواتهم النشاز المحملة بالكراهية والحقد والتضليل والتطبيل والجهل؟ وإذا علمنا أن الدين الإسلامي الحنيف لا ينفي على الإنسان أن يفكر فيما يشاء وهو آمن من التعرض للعقاب، ولكنه يؤاخذه عندما يأتي بفعلٍ أو قولٍ محرم. وذلك معنى قول سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم «والذي شدد على أن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلمت به جهاراً»، وليت هؤلاء صمتوا وليت تلك القنوات لم تترك لهم الحبل على الغارب، وتركتهم ينتقلون من قناة إلى أخرى ويعتقدون أن ما يقومون به لا يتعدى الحرية. نقول لهم ولقنواتهم ليس معنى الحرية أن تشتم الآخرين وتمسح كل تاريخهم. إن الشيء الذي لا يقبله العقل ولا تقره الشرائع السماوية، هو أن تتحول هذه الحريات التي يدعونها إلى حريات منفلتة، وأن يتحول هؤلاء المحللون إلى شتم الآخرين دول وقادة وشعوب وأقليات ومذاهب والتقليل من الآخر بطريقة لا تليق بالأخلاق ولا بالقيم، أين هذه القنوات ومحللوها عن قيم الإسلام وفضائله، أين هم عن تعليم الأجيال الصبر والمثابرة والولاء والطاعة للخالق جل وعلا، والاقتداء بسيد المرسلين، وأين هم عن الدعوة لتوحيد الصفوف ونبذ التطرف والإرهاب؟، أين هم عن عرض البرامج التي تتحدث عن تاريخ السلف الصالح؟ نسألهم ماذا قدمتم للأجيال غير برامج تحمل في محتواها الكراهية للمذاهب الإسلامية والتحريض على معاداة المسلمين بعضهم البعض؟ حتى الطفل الذي يجلس للمشاهدة ماذا قدمتم له غير كيف يسرق وكيف يكذب؟ إن هذه القنوات التي أشعلت الفتن أصبحت تساهم في انتشار التعصب والتخلف، وتحولت من قنوات يجب أن تكون منارة للعلم إلى قنوات شتامة وهدامة فهل من حل؟ وهل من مجيب؟