هذا المساء لا تستطيع أن تخرج إلى السوق -لو أردت- دون أن تحمل أوراقا نقدية في جيبك، فقط لأنك تعلم يقينا أن كثيرا من المتاجر والمحلات ما تزال تتعامل بالأوراق النقدية دون سواها. فلا توفر للناس خدمة السداد الآلي بواسطة الشبكة -أو ما يُطلق عليها خلال الأشهر الماضية "مدى"- تمد يدك ببطاقة البنك للبائع، فيهز رأسه معتذرا: "لا نتعامل بها". وفي أفضل الحالات يخبرك أن الجهاز عطلان، فيترك الزبون بضاعته التي تعب ساعة في جمعها، ويغادر! عملية السحب أو الشراء بواسطة بطاقات الصرف الآلي لا تستغرق من الإنسان في الخارج عشر ثوان. هنا الحساب بالدقائق! مؤسسة النقد تعتقد أنها تمتلك شبكة ممتازة سريعة. هذا جميل، أن تثق بقدراتك. لكن -وهذا سؤال مكرر- ألا يسافر مسؤولوها ويشاهدون العالم من حولنا؟!- حتى محطات الوقود أصبحت تتعامل بالسداد بواسطة البطاقة المصرفية! عموما، وطالما أننا تحدثنا عن خدمات مؤسسة النقد الآلية، ودور البنوك في ذلك، أجدها فرصة للإشارة إلى موضوع طرحته عبر "سناب شات" يتعلق بسلوكيات الناس في التعامل مع أجهزة الصرف الآلي الخاصة بالسيارات. من الإنصاف أن أشير إلى أن بلادنا -وهذه نقطة إيجابية- تعتبر من الدول القليلة في العالم التي توفر للناس خدمة أجهزة الصرف الآلي من خلال السيارة، وقد يُفاجأ السائح في دول كثيرة من العالم بعدم توافر أجهزة صرف آلي خاصة بالسيارات خاصة في أوروبا وأميركا. إن أردت الحصول على مبلغ من المال عليك بإيقاف سيارتك والنزول منها والتوجه إلى كابينة تحوي جهازا للصرف! السلوك المزعج هو قيام البعض بتنفيذ عمليات مصرفية من خلال هذه الأجهزة وتعطيل الحركة، والاقتراح الذي قدمه لي كثيرون هو إيجاد آلية تجعل هذه الأجهزة خاصة فقط بعمليات السحب النقدي. من يريد التحويل والسداد وبيع الأسهم، فليتكرم وليذهب إلى الأجهزة الموجودة جوار البنوك! بقي القول، إن المواطن غير مهتم لتغيير اسم الخدمات التي تقدمها مؤسسة النقد سواء أكانت "الشبكة السعودية" أم "مدى"؛ ولسنا بصدد السؤال عن حجم المبالغ التي تم صرفها لترسيخ الاسم الجديد. المهم لدينا هو تحديث الخدمات وتطويرها والتيسير على الناس. أمر مضحك أن البنوك سبقت مؤسسة النقد!