خلص المشاركون في ملتقى "العنف الأسري"، الذي أحتضنته مدينة أبها على مدى اليومين الماضيين ونظمه فرع هيئة حقوق الأنسان بمنطقة عسير بمشاركة 12 جهة حكومية إلى ضرورة إيجاد استراتيجية وطنية لمكافحة العنف الأسري، وتضمين المناهج التعليمية دروساً تشرح أضراره وآثاره المترتبة علي الفرد والمجتمع. ودعا المشاركون في الملتقى، الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير وحضره الدكتور بندر العيبان رئيس هيئة حقو الإنسان، إلى أهمية توحيد آلية التعامل مع حالات العنف الأسري في مناطق المملكة، بعد ملاحظة وجود تباين في الآلية المطبقة من منطقة لأخري، علاوة على الاستفادة من وسائل الإعلام المختلفة في التوعية والتثقيف حول قضايا العنف الأسري، وحث الأئمة والخطباء علي ضرورة إبراز مشكلة العنف الأسري. وطالبت توصيات الملتقى، باتخاذ التدابير الوقائية والاحترازية للحد من العنف الأسري، من خلال التوسع في افتتاح ومستشفيات الأمل ودور الرعاية الاجتماعية للحالات محل العنف الأسري، مع ضرورة توافر البنية النظامية المحددة للاختصاصات والآليات التي تحقق غاية الهيئة ودعمها في مكافحة العنف الأسري وخصوصاً ما يتعلق باللائحة التنفيذية لنظام الحماية من الإيذاء، مؤكدة في الوقت نفسه أهمية التأهيل العلمي والنفسي للمقبلين علي الزواج باعتبارهم نواة الأسرة المستقبلية من خلال عقد دورات تدريبية والنظر في مدى إلزاميتها، وإنشاء خط ساخن في كل جهة من الجهات ذات الصلة للإبلاغ عن حالات العنف الأسري. وأكدت التوصيات أهمية وجود استراتيجية وطنية لمكافحة العنف الأسري واضحة المعالم، والتعاون مع مراكز البحوث والدراسات والجامعات في إيجاد الدراسات الميدانية لتشخيص حالات العنف الأسري، والوصول إلى أهم الحلول المناسبة له، والتأكيد علي أهمية تدريب وتأهيل العاملين في مجال الحماية من الإيذاء مع أهمية الحوافز المادية والمعنوية لها، وتضمين المناهج التعليمية دروساً تشرح العنف الأسري وأضراره وآثاره المترتبة علي الفرد والمجتمع. وأوصى الملتقى، بأنشاء لجنة تنسيقية من الجهات المشاركة للعمل على متابعة وتنفيذ التوصيات والمراحل التي تمر بها تباعاً مع معرفة المعوقات التي تحول دون تنفيذ بعض التوصيات وتلقي الاقتراحات في هذا الصدد، ومخاطبة الوزارات والجامعات والهيئات المختصة والجهات ذات الصلة بالتوصيات حتي يتسنى لكل جهة تنفيذ ما يتصل بها من توصيات. وكان ملتقى العنف الأسري الواقع والمأمول شهد أمس تواصل أعماله من خلال أنعقاد ثلاث جلسات عمل، افتتحت أولاها بورقة عمل مقدمة من شرطة منطقة عسير، تلتقها مكافحة المخدرات بورقة عمل عن دورها في مشكلة العنف الأسري، ثم ورقة عمل قدمتها الشؤون الصحية بمنطقة عسير. أما الجلسة الثانية، فبدأت بورقة الشيخ عامر بن عبدالمحسن العامر مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير، تلتها ورقة فرع وزارة الشئون الإسلامية، ثم ورقة لهيئة التحقيق والادعاء العام، فيما شارك فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة عسير بورقة قدمها سعيد علي آل منيع مدير وحدة الحماية الاجتماعية بأبها. وشارك في الجلسة الثالثة، كل من: هيئة حقوق الإنسان وجامعة الملك خالد وإدارة التربية والتعليم بمنطقة عسير وفرع وزارة العدل بمنطقة عسير.